من الأيام المباركة ” ليلة النصف من شعبان” ولقد كان يهتم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يحييها وفى هذه الليلة سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها سجدة طويلة فسمعته يقول: ( سجد لك سوادى، وآمن بك فؤادى. وهذه يدى وما جنيت بها على نفسى فاغفر لى الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم. أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك ربك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) وهى الليلة التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يغفر فيها الذنوب، وروى الديلمى أيضا بسنده عن أبى أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- ( خمس ليال لا ترد فيها دعوة أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة ، وليلتا العيدين). وشهر شعبان هو شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يكثر الصيام فيه كما أخبرت عنه السيدة عائشة رضى الله عنها إذ قالت:- (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته فى شهر أكثر منه صياما من شعبان). وفى النسائى من حديث أسامة رضى الله عنه قلت:- (يارسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال لرب العالمين فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم). من تكريم الله سبحانه وتعالى لهذا الشهر أنه سبحانه عز وجل كرم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بنزول آية الصلاة عليه فقال عز وجل:- (إن الله وملائكته يصلون على النبى يأيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليما) (الأحزاب:56) وفيه أيضا أعلى مراتب التكريم للرسول صلى الله عليه وسلم إذ أنعم الله تعالى على أمته بصلاته سبحانه هو وملائكته عليهم فقال عز من شأنه:- (هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) (الأحزاب: 43) وفضل صلاة الله وملائكته على المؤمنين إخراجهم من ظلمات الجهل والضلالة إلى نور المعرفة والهداية. كما أمرالحق تعالى رسوله بالصلاة على أمته، وبين أن صلاة النبى على أمته هى سكينة لهم وأمن وطمأنينة فقال عز وجل:- (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم ) (التوبة: 103) وفى شعبان رفع الحدث الجلل ألا وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. إنه شهر البركات والخيرات الموفورة والتوبة فيه من أعظم الغنائم الصالحة. ونحن نحتفل بهذا الشهر الكريم و ندعو لإحياء ليلة النصف من شعبان من خلال فعل الخيرات والذكر وتلاوة القرآن الكريم داعين الرحمن أن يقبلنا فى هذه الليلة المباركة، ويتمم أعمالنا الصالحات ويغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويهبنا أمنا وسكينة و نورا وهدى. ولتكن هذه الليلة.. ليلة النصف من شعبان مغفرة لذنوبنا، ورحمة لنا، وشحنة دافعة للعمل الصالح لتصبح ضياءا لنا ننهل من نفحاتها القوة والصبر والإيمان والعمل الجاد النافع الذى يهبنا الأمان والسلام ويهيئنا لإستقبال الشهر الكريم .. شهر رمضان المبارك”.