انتهى أمس الأحد، مؤتمر برلين، حول الوضع في الأراضي الليبية، بالتزام أبرز الدول المشاركة باحترام حظر إرسال الأسلحة، ووقف أي 'تدخل' خارجي في هذا النزاع. مؤتمر برلين، الذي سبقه تذمر مغاربي خاصة من المغرب وتونس، الأول الذي اعتبر اقصاءه غير مفهوم، وهو الراعي لاتفاق الصخيرات، والثاني اعتذر لتأخر دعوته. وشارك في المؤتمر كل من الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائروالكونغو. يذكر أنه بعد ساعات من انتهاء أشغال مؤتمر برلين، بشأن إحلال السلام بليبيا، اتهمت قوات حكومة الوفاق الليبية، قوات المشير خليفة حفتر بخرق اتفاق وقف اطلاق النار، مما يؤشر على إمكانية فشل مفاوضات اتفاق برلين مستقبلا. الحل الليبي مغاربي رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري، قال في تصريح خص به 'القناة'، إن 'الحل الليبي ينبغي أن يكون مغاربيا مما جعل الدول المغاربية المعنية بالصراع مباشرة مهمشة وخاضعة للمركز الذي لا يقبلها إلا تابعة بحيث كان من المفروض للدول المغاربية المشاركة الفاعلة في التحضير للمؤتمر، لأنها من أكثر الدول المعنية بالملف الليبي'. وأضاف المتحدث أنها 'فضاء لإيجاد حل لتسوية النزاع في ليبيا، مع جميع الأطراف الليبية لتحقيق المصالحة الليبية'، مستدركا أن 'التشتت جعل الدول المغاربية تفقد وزنها و دورها في حل المشكل الليبي، لهذا فان تونسوالجزائر و المغرب مدعوة لتنسيق لكي لا تكون رهينة لدول المركز'. لزرق في حديثه، أشار إلى أن 'ما عرفه مؤتمر برلين من سعي لتسوية الصراع الليبي يمكن تفسيره وفق نظرية المركز والأطراف تفسر ما يقع في ليبيا'، مفسراً أننا 'نجد مركزا قويا يمثّل روسياوالولاياتالمتحدة وإيطاليا وفرنسا، وتركيا، والصين، دول تحاول الهيمنة على باقي أطراف الكرة التي تم استدعائها للمشاركة في المؤتمر وهي الدول المجاورة لليبيا وهي الجزائر التي لم تكن مدعوة في بادئ الأمر إلا أن الدعوة وجهت لاحقا إلى رئيسها الجديد عبد المجيد تبون بعد أن أكد أن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية 'شاء من شاء وأبى من أبى'. بالإضافة، يضيف إلى كل من مصر والإمارات باعتبارهم يدعمان احد أطراف الصراع وهو حفتر وعلى المستوى القاري تم استدعاء الكونغو بصفتها مكلفة في شخص رئيسها دنيس ساسو نغيسو، قبل 3 سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية. و التي تم استدعها في أخر لحظة '. وفسر لزرق استبعاد الرباط من المؤتمر، باعتباره 'فاعلا في الازمة الليبية سبق وتبني مقاربة لحل المشكل الليبي وفق الشرعية الدولية، لم يرقى بتحمس دول المركز'. وقال أن الرباط لم تنخرط في لعبة المحاور المتنازعة مما يجعل المغرب كطرف مقبول ويلعب دور محوري مما يجعل وزن المغرب كبير، الشيء الذي يوضح أن الدول المركز لا ترى في دول المحيط إلا تابعا و ما يوضح ذلك هو إلحاق تونس و الجزائر للمؤتمر بتدخل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج، الشيء الذي رفضته تونس و حيث أكدت في ببلاغ خارجيتها عدم مشاركتها في مؤتمر برلين حول السلام في ليبيا. المؤتمر، يضيف لزرق سوف لن 'يُثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين، واتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا، مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني.' بوريطة: ليبيا ليست أصلا تجاريا اعتبر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن 'الاستغناء عن اتفاق الصخيرات يعتبر مغامرة، لأنه حتى الآن الوثيقة المرجعية الوحيدة التي يعتمدها مجلس الأمن، فيما يتعلق بالأزمة الليبية'. فاتفاق الصخيرات، يضيف بوريطة في تصريح لقناة فرانس 24 الفرنسية، هو الأساس الوحيد المتفق عليه من قبل الأطراف الليبية، مضيفا أنه إذا 'كنا نتحدث عن حكومة الوفاق الوطني، فإننا نتحدث هنا عن حكومة جاءت نتيجة مخرجات اتفاق الصخيرات، وإذا كنا نتحدث عن برلمان طبرق فهو نابع أيضا من اتفاق الصخيرات، وإذا تحدثنا عن مؤسسات الدولة الليبية، فهي أيضا نابعة من اتفاق الصخيرات، الذي وضع هذه الهياكل. لأن رئيس المجلس الرئاسي السراج يأخذ الشرعية انطلاقا من مقتضيات اتفاق الصخيرات'. وأوضح بوريطة أن مواقف الكثير من الدول تنبني على اتفاق الصخيرات، 'وتعتبره اتفاقا وضع إطارا للمرحلة الانتقالية في ليبيا. أكيد إن الاتفاق يحتاج إلى التكيف مع التغيرات على أرض الواقع، لمواكبة التحولات التي عرفتها ليبيا منذ التوقيع على هذا الاتفاق سنة 2015. لكنه يبقى هو الأساس'. وشدد بوريطة على أنه 'إذا كان هناك مجهود فهو مجهود للمجموعة الدولية، وليس أصل تجاري لبلد معين'، مبرزاً أن الأزمة الليبية ليست ملفا يمكن التباهي به أو استغلاله، بل الأزمة الليبية تعكس معاناة شعب وتهديدات بعدم استقرار منطقة برمتها، ومصير المنطقة المغاربية رهين بها.'