أثار افتتاح جمهورية جزر القمر الأربعاء الماضي لقنصليتها العامة بمدينة العيون المغربية، حنق الجارة الشرقية الجزائر وتنظيم بوليساريو الانفصالي الذي تدعمه وتستضيفه على أراضيها، فيما يعتبر ضربة قاضية لحكام الجزائر وقيادات الجبهة الانفصالية. هذا التخبط لدى الطرفين ظهر مع أول خطاب للرئيس الجزائري المنتخب، عبد المجيد تبون، الذي لم يعترف به بعد الحراك الشعبي المستمر منذ فبراير الماضي ويصفه برجل الرئيس المتنحي عبد العزيز بوتفليقة، حيث وصف تبون قضية الصحراء كونها ‘ملف تصفية استعمار'. بالأمس، سيؤكد نظام تبون ‘البوتفليقي' هذا التوجه العدائي للوحدة الترابية، حين ستحشر بلاده نفسها بموقف مفضوح في القرار التاريخي لحكومة جزر القمر بفتح ممثلية قنصلية لها بالعيون المغربية، حيث ستصدر خارجية الجزائر بلاغا ملغوما يصف العيون بكونها ‘المدينة الواقعة بالصحراء الغربية المحتلة'، وتصف الخطوة كونها ‘إجراء شديد الخطورة ويعتبر انتهاكا للقانون الدولي'. لكن، دعونا ننسى هذا التخبط الذي يعبر عن رقصة الديك المذبوح، ونعود للخطوة التاريخية لجمهورية جزر القمر بالعيون، فهذه الدولة العربية والإفريقية بصمت على أول تمثيل دبلوماسي أجنبي في الأقاليم الجنوبية، حيث قال مصدر دبلوماسي مغربي، في تصريح خص به وكالة ‘فرانس برس'، إن افتتاح هذه القنصلية يعد ‘أرفع تعبير على الاعتراف بمغربية الصحراء'. وليس جزرالقمر وحدها، فقريبا تستعد دولة غامبيا هي الأخرى لافتتاح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة الواقعة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث صرح وزير الخارجية الغامبي، مامادو تانجارا، أن افتتاح هذه القنصلية ‘سيتم في أقرب الآجال الممكنة'. هذه الخطوات، تتزامن مع مصادقة مجلس النواب، عبر لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، مطلع هذا الأسبوع بالإجماع، على مشروعي قانونين يهدفان إلى بسط الولاية القانونية للممكلة على كافة مجالاتها البحرية، بما فيها سواحل الأقاليم الجنوبية. خطوة علق عليها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالقول إنها ‘لا تعني عدم انفتاح المغرب على حل أي نزاع حول التحديد الدقيق لمجالاته البحرية مع الجارتين إسبانيا وموريتانيا في إطار الحوار البناء والشراكة الإيجابية'.