وعد الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال بالإفراج أخيرا و قبل نهاية السنة عن مشروع إقامة مصنع تركيب السيارات لشركة «بيجو» الفرنسية، وقال في أعقاب لقائه مع نظيره الفرنسي بيرنار كازنزف إن الأشهر القادمة ستشهد توقيع الاتفاق لإنشاء شركة مختلطة بين «بيجو» وشركاء جزائريين عموميين وخواص، « بعد تطهير وضعية قطاع صناعة السيارات ». وتشكل الانجازات العملاقة التي حققتها صناعة السيارات في المغرب شوكة في حلق المسؤولين الجزائريين الذين يجدون صعوبة كبيرة في كسب ثقة شركات صناعة السيارات العالمية، تماثل الاقبال الكبير على الوجهة المغربية من طرف أكبر مصنعي السيارات في العالم أمثال « رونو » و « بيجو » و « فورد » المصحوبين عشرات شركات التجهيز التي اختارت الاستقرار في المملكة بعد الطفرة الكبيرة التي شهدها القطاع خلال السنوات العشر الأخيرة. ومباشرة بعد تصريحات سلال، خرجت الصحافة الجزائرية لتذكر الوزير الوزير الأول بأن الجزائر مازالت تحبو في هذه الصناعة بالمقارنة مع المغرب، وفي مقال أصدرتع مجلة TSA الجزائرية ، ذكرت الصحيفة بالعوامل الحقيقية التي جعلت من المغرب ملاذا مغريا لمصنعي السيارات عبر العالم. وقالت الصحيفة إنه » لجذب الشركات المصنعة، ومضاعفة وزن قطاع السيارات، طرحت الحكومة المغربية حوافز مكنت المملكة في غضون سنوات قليلة، من جذب عمالقة القطاع مثل (رونو، بيجو سيتروين، و فورد الذي لا يزال قيد المناقشة) ليصبح المغرب بذلك واحدا من أكبر البلدان الإفريقية المصنعة للسيارات. « لقد أصبح المغرب ثاني منتج للسيارات في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، مع حصة في السوق تبلغ 35٪ في عام 2014 مقابل 5٪ في عام 2003″، ويوجه المغرب 90٪ من إنتاجه للتصدير »، حسب ما أعلنه تولموند غايتان وهو محلل قطاع السيارات في « دويتشه بنك ». تقول الصحيفة الجزائرية الناطقة بالفرنسية. من جهته صرح مارك ناصيف، الرئيس التنفيذي لمجموعة رونو في المغرب « لقد أنشأت مجموعة رونو الفرنسية اثنين من المصانع في طنجة والدار البيضاء ». و في عام 2016، أنتجت صناعة السيارات المغربية 347000 سيارة مقابل 288053 في عام 2015. واضاف « اننا نواصل مع شركائنا بفضل علامتي رونو وداسيا الاستحواذ على حوالي 37 و 38٪ من حصة السوق و هو ما يضعنا في موقع الريادة بلا منازع » . أما في الجزائر فإن مصنع « رونو » الذي قامت حوله القيامة قبل إنشائه بلغت ذروته الانتاجية في 2016 حوالي 60 ألف سيارة وهو رقم لا يكاد يقارن ب347 ألف سيارة التس أنتجها مصنع ملوسة في طنة سنة 2016، علما بأن الطاقة الانتاجية للمصنع المغربي ستتجاوز 400 ألف سيارة في غضون السنوات القادمة. وتأتي تصريحات سلال الواعدة باطلاق مشروع بيجو قبل نهاية العام الجاري – ويتعلق الأمر هنا أيضا بصنع صغير الحجم – في أقاب إعلان بيجو سيتروين الفرنسية عن خطط لبناء مصنع عملاق للسيارات في المغرب بقيمة 557 مليون يورو (630 مليون دولار)، وذلك ضمن سعي الشركة لتقليل تكاليف الإنتاج واعتمادها على أوروبا، وجعل منطقة أفريقيا والشرق الأوسط ثالث مرتكزات نمو بيجو بعد أوروبا والصين. ويذكر أن مصنع بيجو الذي سيقام قرب مدينة القنيطرة الساحلية سيبدأ تجميع نماذج من السيارات المتوسطة والصغيرة الحجم للتصدير إلى أفريقيا والشرق الأوسط في 2019. وستكون طاقته الإنتاجية السنوية المبدئية بحدود 90 ألف سيارة صغيرة وتجارية، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 200 ألف سيارة مع تسارع المبيعات. وبعيدا عن مصنع الجزائر، سيوفر مصنع بيجو سيتروين في المغرب 4500 فرصة عمل مباشرة وعشرين ألف وظيفة غير مباشرة عندما تصل الطاقة الإنتاجية إلى مائتي ألف سيارة، حسب تصريحات وزير الصناعة المغربي مولاي حفيظ العلمي. وقالت بيجو إنها تتوقع أن تحصل على 60% من مكونات السيارات من موردين محليين، على أن ترتفع النسبة إلى 80% مع تطور سلسلة الإمدادات.