لا يمكن الحديث عن محاربة الفساد دون وجود صحافة حرة مستقلة دون قيود ،حيث إن تمتع وسائل الإعلام بحرية التعبير يمكنها من المشاركة بفاعلية في عملية المحاسبة والمساءلة ونشر الشفافية وتمثيل مصالح المواطنين والدفاع عنها، إضافة إلى فضح حالات الفساد التي تهدد مصير أبناء المجتمع ومستقبل التنمية في بلدهم، حيث يلعب الأعلام دورا اساسيا في محاربة الفساد من خلال كشفه عن مالمارسات و التجاوزات داخل المؤسسات الادارية والغير ادارية وتنقيب عن كل تجاوز ترتكب المؤسسات في حق المواطن، حيث يتولد اتجاه إلى ضرورة وجود منظومة تضيف الوعي لكشف كل بؤر الفساد و لوبياته من خلال وسائط أعلامية تظهر الحقائق بموضوعية و حياد، وذلك من خلال ما تعده من تقارير و برامج في هذا الصدد. و بالتالي العلاقة بين الأعلام و الفساد هي علاقة مواجهة وصراع ،كما يجب على كل أعلامي أن يؤمن بمحاربة الفساد كونه يمثل أحد أهم المؤسسات المسؤولة أما الرأي العام، من خلال كشفه عن الخروقات و الالعيب التي يقوم بها ارباب الفساد أينما حلو و رتحلو وذلك من خلال التعامل بميثاق مهني، حيث أن المشهد الأعلامي بات هو لسان المجتمع، هذه الأخيرة التي ترى أنه عامل مهم في التصدي و القضاء على المفسدين. أن مهنة المتاعب كما يقال هي عيون المجتمع ، كما يعكس الاعلام الحقيقة التي تجري على أرض الواقع من خلال شرط تمتع هذه المهنة و منتسبيها مساحة حرية للوصول الى الحقائق التي يحتاجها لنشرها قصد تكوين فهم و وعي لدى المجتمع بهذا تساهم في تغذية الوعي لدى المجتمع ضد الفساد قصد محاربته. ولا يمكن تصور الوصول إلى إعلام حر من دون دعم من قوى المجتمع المدني ، لذا ينبغي تحفيز هذه القوى على خوض معركة الإعلام لما فيه من خير لصالح الجميع ، فالمجتمع المدني القائم على أسس فاعلة لتطوير المجتمع هو الحليف الأول للإعلام الحر،وهو الذي يجب أن يزرع الجرأة عند الصحفيين لمواجهة هذه الآفة التي غدت تتغلل في جزئيات وزوايا المجتمع و أفراده، وعندما نتحدث عن الإعلام ودوره في مواجهة الفساد، يستلزم الأمر منا التطرق إلى الإعلام البديل أو المتعارف عليه « بشبكة الانترنت » حيث إنه بفضل هذه الوسيلة الإعلامية أصبحت قوى فقيرة مالياً،ولكنها فاعلة اجتماعياً وناشطة في الشأن العام ،أن تصل إلى مئات الآلاف وقد يزيد، من القراء وطرح مواقفها بسهولة ويسر. واعتقد أن إعطاء دور اكبر للإعلام في محاربة الفساد من خلال الترويج للصحافة الاستقصائية بوصفها الأهم في فضح قضايا الفساد في المجتمع. والعمل على إقناع المؤسسات الصحافية بتخصيص صفحات لمتابعة قضايا الفساد،وحث مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على دعم صحف متخصصة في محاربة الفساد الذي يختبئ في المجتمع. و من خلال سياق ما كتب يمكن القول أن الأعلام سلاح قوي ضد الفساد و رسالة للمواطن لتعريفه بدوره للحد من هذا المرض و بل الحث على الوقوف ضده و استئصاله.