يحاول نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إيجاد حل أو مخرج سياسي لحزبه، في محاولة للبروز من جديد في الساحة الانتخابية والسياسية، بعد التعثرات التي يعيشها منذ أزيد من عام ونصف، وتحالفه الفاشل مع الإسلاميين في حكومة عبد الإله بنكيران وما تلاه من تقهقر لحزب علي يعثة. خسائر حزب التقدم والاشتراكية بقيادة أمينه العام نبيل بنعبد الله، بدأت منذ 24 أكتوبر من سنة 2017، مع حملة الإعفاءات الملكية لعدد من المسؤولين الحكوميين، وما عرف في إبانه إعلاميا ب'الزلزال الملكي'، حيث كانت لحزب 'الكتاب' حصة الأسد، وكان أكثر الأحزاب تضررا من هذه الحملة، لاسيما أنها شملت أبرز قياداته، من نبيل بنعبد الله والحسين الوردي ومحمد أمين الصبيحي وحكيمة الحيطي. إذ تم إعفاءهم من طرف الملك محمد السادس، تطبيقا لأحكام الفصل 47 من الدستور، ولاسيما الفقرة الثالثة منه، على خلفية تقرير إدريس جطو، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، بخصوص تأخر مشاريع الحسيمة منارة المتوسط، الذي أثار الكثير من الجدل. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، تلقى الرفاق طعنة جديدة من حليفه داخل التشكيلة الحكومية، من خلال اقتراح سعد الدين العثماني على الملك محمد السادس، حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء لدى وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، التي كانت تشرف عليها الوزيرة شرفات أفيلال، لتنضاف بذلك للخسائر التي تكبدها حزب الكتاب. أمام كل ما سبق، خرج نبيل بنعبد الله، أخيرا، في حوار مفتوح، جمعه مع الرفيقة نبيلة منيب وثلة من الإعلاميين، احتضنته مؤسسة الفقيه التطواني بسلا، واستدعى من خلاله الطرح اليساري، وأبدى رغبته في إعادة إحياء خطاب 'اليسار الكبير'، أملا في إعادة التموقع وسط الحقل السياسي والانتخابي، حين قال: 'علينا أن نتجاوز بعض الخلافات الجزئية الثانوية، لإعادة أفكار اليسار ومبادئه ومقاربة اليسار إلى قلب المعادلة السياسية'. ويبدو أن زعيم الرفاق، بدهائه السياسي وتجربته الكبيرة داخل دهاليز المؤسسات الرسمية، يرى في حزب فيدرالية اليسار بديلا مطروحا على الساحة في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 2021، و'نافذة إغاثة' لإعادة ترتيب أوراقه وإيجاد موطئ قدم رفقة جموع اليساريين، بعد فشل علاقته مع الاخوان، فهل يستجيب رفاق منيب لدعوة بنعبد الله؟.