قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن جهازا خطيرا يقف وراء إعداد بيان منفذ الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مشتركة مع قناتي « 7 » و »أولكه » المحليتين. وأعرب أردوغان عن استغرابه من عدم صدور أي صوت من أوروبا حيال الهجوم الإرهابي. وقال « هل صدر أي صوت من أوروبا حيال الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا؟ كلا.. الإعلام الغربي يتعاطى مع الموضوع بأسلوب خبيث ». وتساءل الرئيس التركي بالقول: « 50 مسلما يسقطون شهداء، وأقصى عقوبة هي 15 عاما، هل يعقل هذا؟ هل هذا أمر يمكن قبوله؟ ». وأضاف مؤكدا: « هنالك جهاز خاص وخطير جدا يقف وراء إعداد بيان منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي، سيما وأن الإعلام الغربي التزم الصمت إزاءه ». ولفت أردوغان إلى أن الإرهابي بعث رسائل تهديد إلى تركيا، متوعدا الشعب التركي بالقتل إن هم انتقلوا من الضفة الآسيوية إلى الأوروبية في إسطنبول. وتابع: « خرج إرهابي معتوه وقسّم بلادنا إلى قسمين بحسب مزاجه »، مشددا أن التهديد ليس فرديا وإنما منظما بشكل دقيق. وأشار الرئيس التركي إلى أن أوروبا برمتها اتخذت موقفا واحدا تجاه الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس (2015)؛ بينما لم يصدر عنها أي صوت على هجوم نيوزيلندا الإرهابي. وقال: « في العالم الإسلامي كذلك لا يوجد من يرفع صوته باستثناء تركيا ». مشيرا إلى إرسال بلاده نائب الرئيس فؤاد أقطاي ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إلى نيوزيلندا على رأس وفد كبير في هذا الإطار. وأضاف أن منفذ الهجوم الإرهابي « لم تطب له المآذن على آيا صوفيا في إسطنبول ». مبينا أن حديث الإرهابي عن « القسطنطينية » ليس مجرد هراء. وتابع أن « يائير »، ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كشف عن موقف مشابه بشأن آيا صوفيا. وتطرق الرئيس التركي إلى مطالب فتح متحف « آيا صوفيا » في مدينة إسطنبول للعبادة مجددا، على خلفية ورود اسمها في بيان الإرهابي منفذ المجزرة الوحشية في نيوزيلندا. وقال في هذا الصدد: « البيان تضمن اسم بلادي واسمي، وكذلك آيا صوفيا.. وكأنها أمانة سيسترجعونها.. إذا كان باستطاعتكم تعالوا واسترجعوها ». وتابع: « هناك من يطالب بفتح آيا صوفيا في تركيا.. لا معنى لمثل هذا المطلب من خلال العاطفية للرد على الإرهابي الحقير.. فالأمر مختلف تماما ». ودعا إلى عدم الانخداع بالمؤامرات والتحريضات. مضيفا: « لقد جرى تنظيم معرض في آيا صوفيا، وتلاوة القرآن الكريم، وهناك قسم معين مخصص للصلاة بالفعل حاليا ». وأكّد على ضرورة توخي الحذر، والأخذ بعين الاعتبار إيجابيات وسلبيات القرارات المتعلقة بهذا الملف، فتركيا لديها آلاف المساجد حول العالم وبالتالي يجب التفكير بمستقبلها. والجمعة الماضي، استهدف هجوم دموي مسجدين بمدينة « كرايست تشيرتش »، قتل فيه 50 شخصا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب أحدث البيانات الرسمية، فيما تمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يدعى « بيرنتون هاريسون تارانت ». وسجل الإرهابي « تارانت » لحظات استعداده وتنفيذه أعمال القتل الوحشية، وبث بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن. وظهرت في مقاطع وصور التقطها « تارانت » عبارات عنصرية كتبها على سلاحه، يهاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك. وفي بيان أعده مسبقا ونشرته وسائل إعلام أوروبية، قال الإرهابي، مخاطبا الأتراك: « يمكنكم العيش في سلام على أراضيكم في الضفة الشرقية للبوسفور، لكن إذا حاولتم العيش على الأراضي الأوروبية، في أي مكان غرب البوسفور، فسوف نقتلكم ونطردكم (تعبير بذيء) من أراضينا ». وأضاف: « نحن قادمون إلى القسطنطينية (إسطنبول) وسنهدم كل المساجد والمآذن في المدينة، آيا صوفيا ستتحرر من المآذن وستكون القسطنطينية بحق ملكًا مسيحيًا من جديد، ارحلوا إلى أراضيكم طالما ما تزال لديكم فرصة تحقيق ذلك ».