اكتفت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بتعليق مخجل على فاجعة مصرع مكفوف معطل، مساء أمس الأحد، بعد سقوطه بشكل عرضي من فوق بناية الوزارة بشارع ابن سينا بالرباط، والتي يقدر علوها بمقدار أربعة طوابق. وبعد ساعات من الحادث، الذي فجع المكفوفين المعطلين في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الأحد، أصدر ديوان الوزيرة بسيمة الحقاوي بلاغا مقتضبا تقول فيه: « على إثر حادث سقوط أحد أفراد مجموعة المكفوفين، المعتصمين بسطح بناية الوزارة (..)، أودى بحياته، فإننا نعبر عن عميق حزننا وأسفنا على هذا الحادث الأليم ». البلاغ المثير، الذي توصلت به « القناة » ، أضاف أنه « تم نقل الفقيد، تغمده الله برحمته، مباشرة بعد سقوطه من الجهة الخلفية للبناية عبر سيارة الإسعاف التي كانت مرابطة جنب الوزارة طيلة مدة الاعتصام، وقد وافته المنية في طريقه إلى مستشفى ابن سينا ». وقالت وزارة الحقاوي إنه « تم فتح تحقيق في الحادث من طرف السلطات المعنية تحت إشراف النيابة العامة ». وتخوض التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات اعتصاما مفتوحا منذ الأربعاء 26 شتنبر المنصرم، داخل بناية الوزارة، لمطالبتها بتوظيفهم وفقا للوظائف الشاغرة التي قالوا إنها تفوق 200 منصب شغل. ويؤاخذ على الحقاوي أنها ظلت « متعنتة » ومتجاهلة لملف إدماج المكفوفين المعطلين منذ تحملها لحقيبة الوزارة عام 2012، حيث ظلت مجموعات المكفوفين تنفذ أشكالا احتجاجية خطيرة في الشارع غضبا من عدم تنفيذ مطالبهم، بينها التهديد بالانتحار الجماعي أمام سكة القطار الحديدية وإحراق ذواتهم بسكب البنزين في شارع محمد الخامس بالرباط وكذا ربط أعناقهم بالسلاسل الحديدة على بوابة مقر مجلس النواب. وقبيل أيام قام عدد من المعتصمين باقتحام مبنى الوزارة والصعود إلى السطح، حيث استمروا في تنفيذ الاعتصام، في وقت تشير المعطيات إلى أن المعتصمين ظلوا دون حماية أو وقاية من خطر وقوعهم من السطح، خاصة وأنهم يعانون من إعاقة فقدان أو النقص الحاد في البصر، وهو ما عرض أحدهم، ويدعى قيد حياته، عبد الغفور صابر وينحدر من مدينة مراكش، إلى السقوط من السطح ومات على الفور. و يطالب عدد من المكفوفين الغاضبين في تصريحات بإسم تنسيقيتهم من عين المكان للقناة، بإقالة الوزيرة بسيمة الحقاوي على أن مقتل زميلهم المكفوف تتحمل مسؤوليته الوزيرة، التي قالوا إنها ظلت لسنوات متعنتة في تنفيذ مطالبهم الاجتماعية وفك الحصار عن معاناتهم اليومية مع البطالة، حيث قال أحدهم في تصريح للقناة: « روحه على رقبتها، لأن روحه لن تذهب بالمجان، فكلنا عاهدنا على أننا سنناضل حتى الموت ».