كشفت المندوبية السامية للمياه والغابات يوم الخميس 03 ماي الجاري، أنه في إطار المجهودات المبذولة من أجل مكافحة حرائق الغابات، عرف موسم 2017 ،منذ فاتح يناير وإلى حدود 31 دجنبر محدودية في عدد الحرائق والمساحات التي اجتاحتها النيران على الصعيد الوطني) 433 حريق التهمت 2414 هكتار( قدرت بنسبة 5.5هكتارات للحريق الواحد، وهي نسبة جد إيجابية خصوصا وأن أكثر من 65 بالمائة من هذه المساحات المحروقة عبارة عن أعشاب ثانوية ونباتات موسمية.هذا وقد نجت عدد كبير من الغابات ذات الأصناف النبيلة بفضل التحذير الإستباقي وسرعة التدخلات لإطفاء الحرائق المندلعة.هذا ولم تتعدى المساحة المحروقة من هذه الأصناف سوى 1.9 هكتار لكل حريق. وأوضحت المندوبية خلال إجتماع للجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، أنه على سبيل المقارنة، فإن تحليل البيانات الخاصة بالحرائق التي اندلعت طيلة العشرين سنة الأخيرة، لاسيما تلك الإحصاءات المسجلة في الفترة بين 1997 و2006 والفترة بين 2007 و2016 توضح ارتفاع عدد الحرائق بنسبة 10 بالمائة –أي من 415 على 455 حريق، مع تقلص المساحة المحروقة بنسبة 25 بالمائة –أي من 3700 هكتار في السنة على 2850 هكتار في السنة.إضافة على ذلك فقد وصلت نسبة تقلص هذه المساحة 50 بالمائة خلال الخمس سنوات الماضية (2013-2017) لتصل 1930 هكتار في السنة، فضلا على انخفاض المساحة المحروقة من الأصناف الغابوية النبيلة انخفضت لتصل 45 بالمائة )من 72 بالمائة لتصل حاليا ل 40 بالمائة(، وانخفاض متوسط المساحة المحروقة بنسبة 25 بالمائة، من 8 هكتارات للحريق الواحد إلى 6 هكتارات للحريق الواحد. وقد استطاع المغرب خلال السنوات العشر الأخيرة أن يصل وبخطى ثابتة لتخفيض مساحة الحرائق الغابوية وأضرارها على الثروة الغابوية في ظل التغيرات المناخية الصارخة والضغط البشرى المتزايد، مما يؤكد وبالدليل القاطع على أنه راكم تجارب مهمة في مجال مكافحة حرائق الغابات من حيث المنهجية المعتمدة أو النتائج المنجزة. وأوضحت المندوبية السامية للمياه والغابات أن الاستراتيجية المتبعة بالفترة الممتدة من 2015 على 2024،جعلت من محاربة المخاطر المناخية بما فيها حرائق الغابات دعامة أساسية للتنمية، مضيفة أنه يمكن إدراك نجاعة استراتيجة المغرب المتبعة في مكافحة الحرائق عن طريق المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وشركائها خلال هذا الموسم من خلال مقارنة المعطيات المسجلة مع بلدان أخرى . فعلى صعيد بلدان البحر الابيض المتوسط، وحسب ما ورد بالنظام المعلوماتي الأوروبي لحرائق لغابات،سجل المغرب خلال موسم 2017 أقل مساحة محروقة من الغابات)2414 هكتار(، بينما التهمت النيران بالبرتغال مساحة تقدر ب215 ألف هكتار، تلتها إسبانيا بمساحة 106 ألاف هكتار أما الجزائر، فقد اجتاحت فيها النيران 54 ألف هكتار من الغابات.وسجلت فرنسا 11ألف هكتار. وتمثل هذه النتائج ثمرة ملائمة مخططات التدخل مع ظروف المجال الغابوي والمجهودات المبذولة لتحسين تهيئته وتجهيزه من جهة، والى التنسيق المبني على التجارب الميدانية والذي يربط مختلف الفرقاء المعنيين من درك ملكي ووقاية مدنية وقوات مسلحة ملكية وقوات ملكية جوية وقوات مساعدة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر من جهة أخرى.