تناولت صحيفة "سبورت" الإسبانية في تقرير مفصل مسار اللاعب المغربي هاشم مستور، الذي اعتُبر في يوم من الأيام أحد أبرز المواهب الصاعدة في عالم كرة القدم، قبل أن تخيب مسيرته التوقعات التي بُنيت حوله في بداياته. وبدأت الصحيفة تقريرها بالعودة إلى انطلاقة مستور في الفئات السنية لنادي ريجيانا الإيطالي، قبل انتقاله إلى ميلان سنة 2012، حيث خطف الأنظار بمهاراته العالية وقدرته على المراوغة، مما جعله محط اهتمام كبار الأندية الأوروبية، على غرار برشلونة، ريال مدريد وباريس سان جيرمان. وكانت اللحظة التي زادت من وهج مستور هي ظهوره في فيديو ترويجي برعاية إحدى الشركات، جمعه بالنجم البرازيلي نيمار، حيث تألق خلال تحديات المهارات وأثار إعجاب المتابعين، غير أن هذه الضجة الإعلامية لم تترجم إلى نجاح داخل المستطيل الأخضر. ورغم كل التوقعات، لم يخض مستور أي مباراة رسمية مع الفريق الأول لميلان، وبدأ بعدها سلسلة من التجارب القصيرة وغير الناجحة، أبرزها تجربته مع مالقا الإسباني، التي لم تسفر عن أي أهداف أو تأثير ملموس، تلتها محطة في زفوله الهولندي لم تتجاوز ست مباريات، عاد بعدها إلى إيطاليا دون جديد. وخلال السنوات الأخيرة، انحدرت مسيرته تدريجيًا، حيث تنقّل بين أندية متواضعة في اليونان، إيطاليا والمغرب، دون أن ينجح في استعادة بريقه، ليُعلن مؤخرًا عن انضمامه إلى فريق إف سي زيتا الممارس في "دوري الملوك" بإيطاليا، بعد إنهاء عقده مع اتحاد تواركة المغربي. واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن حالة مستور تُعد مثالًا صارخًا على التأثير السلبي للضغوط الإعلامية والتوقعات المفرطة على مسيرة اللاعبين الشباب، مشيرة إلى أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل لا بد من الانضباط، التطور التكتيكي، والقدرة على التأقلم مع متطلبات المستوى العالي. ويبلغ هاشم مستور من العمر حاليًا 26 عامًا، وسط غموض كبير بشأن مستقبله الكروي وإمكانية عودته إلى الواجهة.