تتجه أنظار عشاق المستديرة، مساء اليوم الإثنين، صوب فرنسا، لمتابعة مباراتي نصف نهائي كرة القدم رجال في الألعاب الأولمبية "باريس 2024". ويواجه المنتخب المغربي نظيره الإسباني في النصف الأول، على أرضية ملعب "فيلودروم" بمدينة مارسيليا، ابتداء من الساعة الخامسة مساءا بالتوقيت المغربي، فيما النصف الثاني سيجمع بين مصر وصاحبة الأرض فرنسا، على ملعب "غروباما ستايديوم" بمدينة ليون، في تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المغربي. ويسعى المنتخابان المغربي والمصري إلى معدن أرفع شأنا، بعد ضمانهما على الأقل ميدالية عربية غير مسبوقة في كرة القدم. وفي حال فوز أحدهما وبلوغه النهائي، سيضمن فضية على الأقل؛ فيما سيتواجهان في مباراة البرونزية بحال خسارتهما. مسار "الأشبال" إلى النصف تمكن "أشبال الأطلس"، خلال ظهورهم الثامن في دورة كرة القدم للرجال في الألعاب الأولمبية، من الوصول أخيرا إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخهم. كان مشوار المغاربة في المنافسة رائع بكل المقاييس، حيث أظهر زملاء، عبد الصمد الزلزولي، مزيجا من البراعة التكتيكية والتألق الفردي المميز. وبرز من خلال نجاح منتخب المغرب في الوصول إلى نصف النهائي، المهاجم الرائع، سفيان رحيمي، الذي نصب نفسه هدافا بعد تسجيله في جميع مباريات المنتخب المغربي الأربع لحد الآن. ويتصدر، رحيمي، برصيد 5 أهداف، قائمة هدافي الدورة وهو على وشك كتابة التاريخ، وإذا سجل هدفا في مباراة نصف النهائي أمام إسبانيا، سيصبح أول لاعب يسجل في 5 مباريات أولمبية متتالية لمنتخب إفريقي. وقال رحيمي، المتعطش للأهداف قبل المواجهة الحاسمة أمام إسبانيا: "نأمل أن يتواصل الدعم الجماهيري حتى نهاية المنافسة. أولويتي هي مساعدة المنتخب، وأتمنى أن أسجل في نصف النهائي لنصل إلى النهائي." طريق المغرب للنهائي سيكون طريق المغرب نحو المجد مليء بالتحديات، حيث سيواجه المغاربة منتخبا إسبانيا قويا، وله كلمة لقولها في الأولمبياد. تحصل منتخب اسبانيا، في أولمبياد طوكيو 2020، على الميدالية الفضية ويطمح الآن للحصول على الذهب، خاصة وأن تعداده مليء بالمواهب التي تنشط في بعض أفضل الأندية الأوروبية. كانت آخر مرة واجهت فيها إسبانيا منتخبا إفريقيا في نصف نهائي الأولمبياد، سنة 1992 في برشلونة، أين فازت على غانا وواصلت طريقها للتتويج بميدالية ذهبية. سيكون المغرب حريصا على تغيير السيناريو هذه المرة، وسيعتمد على عناصر دفاعه الصلب، وهجمات لاعبيه المرتدة السريعة لزعزعة المنتخب الإسباني. مصر تسعى لتجاوز عقدة النصف سيسعى "الفراعنة" من جانبهم أيضا، في نصف النهائي الآخر، لكتابة تاريخهم وقصتهم الرائعة في الأولمبياد. بعد اجتياز مصر مباراة نصف نهائي مثيرة أمام باراغواي، ابتسم لها الحظ في ركلات الترجيح، سيجد اللاعبون المصريون أنفسهم في موقف عاشه سابقوهم، حيث سينشطون نصف نهائي الأولمبياد للمرة الثالثة تواليا. سيسعى المنتخب المصري هذه المرة لتجاوز عقبة المربع الأخير، والوصول إلى نهائي الألعاب الأولمبية لأول مرة في تاريخه. سيلاقي المصريون في طريقهم إلى نهائي الأولمبياد منتخب البلد المضيف، فرنسا، في مباراة ستكون مثيرة وسيحتضنها ملعب ليون. التقى المنتخب المصري والفرنسي مرة واحدة فقط في الأولمبياد، وكان ذلك في ربع نهائي سنة 1984، حيث خرجت فرنسا منتصرة قبل أن تفوز باللقب. ستكون مصر حريصة على الثأر لتلك الهزيمة، وكتابة تاريخها بشكل رائع. لخص نجم خط وسط ميدان مصر، أحمد عاطف، عزيمة منتخب بلده في مواصلة التألق، حيث قال: "لقد كنا نكافح لمدة عامين من أجل هذه اللحظة. وعدنا شعبنا بأننا سنفوز بميدالية في هذه المنافسة، لذا سنواصل الكفاح لتحقيق حلمنا حتى النهاية." نهائي إفريقي محتمل يبقى احتمال تنشيط نهائي إفريقي كبيرا جدا، وهو سيناريو سيكون غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الأولمبية. إذا حقق كل من المغرب ومصر الانتصار في نصف النهائي، فإن ذلك سيضمن لإفريقيا ميداليتها الذهبية الثالثة في بطولة كرة القدم للرجال في الألعاب الأولمبية.