وصف الباحث والناشط الحقوقي، أحمد عصيد، الخرجة الإعلامية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ب"الخاطئة وغير اللائقة"، بعد مخاطبته للشعب المغربي مباشرة، بعد الضجة الإعلامية التي أثارها الإعلام الفرنسي لعدم قبول المغربي لمساعدات بلاده في زلزال الحوز. وقال عصيد، في تعقيب مصور على رسالة ماكرون إلى المغاربة، نشره على صفحته ب"فيسبوك" إنه "على المستوى العملي، فإن خرجة الرئيس الفرنسي خاطئة، لأن رئيس دولة لا يتجاوز نظرائه لمخاطبة شعب دولة مباشرة، وهذا لا يليق، فالرؤساء يخاطبون بعضهم البعض، ولا يجوز لرئيس دولة أن يتجاوز المسؤولين والحكومة ليتوجه بخطابه إلى الشعب مباشرة". وأكد المتحدث ذاته، أن خطوة الرئيس الفرنسي "دليل على وجود مشكلة"، متسائلاً "لماذا فرنسا منزعجة من عدم استجابة المغرب لطلبها لتقديم المساعدة، في حين استجاب لدول أخرى؟، ولماذا الصحافة الفرنسية نشرت مقالات أقل ما يمكن القول فيها أنها ليس فيها احترام للمغرب كدولة وحضارة وتاريخ؟". لماذا هذا الغضب الفرنسي تجاه المغرب؟ أجاب عصيد: "فرنسا تريد الحفاظ على وضعية الأم الحاضنة لمستعمراتها، وهذا شيء انتهى، وعليها أن تفهم أن هيمنتها على مستعمراتها السابقة، واستنزافها لخيراتها لا يمكن أن يعود". وأضاف: "هذا بيت القصيد في الأمر كله، ففي الماضي الاستعماري كانت فرنسا بنت الدولة الحديثة في المغرب ولا يمكن نكرانه، وبالمقابل أخذت الكثير من خيرات المملكة واستنزفت الكثير من المعادن، بل خلقت مجاعة في المغرب عندما أخذت كل الحبوب والمحاصيل الزراعية وتركت الشعب المغربي جائعاً خلال الحرب العالمية الثانية (..)". واستطرد بالقول: "وقاوم المغاربة إلى أن أخرجوا الوجود العسكري الفرنسي، وكان ينبغي أن تبنى علاقات ندية وتعاون، بمنطق آخر غير المنطق الاستعماري، لكن استمر هذا المنطق بعد استقلال المغرب ودول إفريقيا أخرى، وهذا هو المشكل". وشدد أحمد عصيد، على أن "فرنسا لا تريد أن تفهم بأن الماضي لا يعود، وأن كل بلد له سيادة ويريد أن ينهض ويقف على قدميه، ويستغل خيراته، وليس أن تأخذها فرنسا أو غيرها"، مضيفاً أن "المغرب يريد الآن أن يلعب دوراً استراتيجياً في المنطقة ولديه المؤهلات لذلك (..) كما يسعى لإعادة تشكيل العلاقات مع الأوروبيين وخاصة مع فرنسا وإسبانيا وألمانيا وباقي القوى الكبرى في أوروبا". وأبرز المتحدث ذاته، أن "المغرب يريد وضعية جديدة تتصف بالندية في تعامله مع فرنسا، وعلى الأخيرة أن تقبل ذلك لصالحها ولصالح المملكة، أي منطق الأخذ والعطاء والتبادل". وخلص إلى أن "ما كتبته الصحافة الفرنسية، يدل على أن الفرنسيين مازالو ينظرون إلى المغرب على أنه بلد لا يستطيع وحده بدون فرنسا أن يفعل أي شيء لصالحه، وهذا خطأ لأن المغاربة يستطيعون الاستغناء عن الدعم الفرنسي، وبإرادتهم يستطيعون فعل الكثير (..)". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استفز المغاربة، بإعلان استعداد بلاده تقديم المساعدات الإغاثية، ووجّه كلمة للشعب المغربي، وليس إلى السلطات الرسمية. وأعلن المغرب بوضوح أنه قبِل عروضا من 4 دول فقط، هي قطر والإمارات وإسبانيا وبريطانيا للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ الجارية، وتقديم المساعدات الإنسانية عقب الزلزال المدمر مما أغضب باريس.