تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإفريقية، اليوم الخميس، إلى مدينة سلا، حيث سيحتضن مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، الحفل السنوي لتوزيع جوائز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، برسم الموسم الرياضي 2021/2022، مما يجعل من المملكة المغربية قبلة نجوم كرة القدم الإفريقية بامتياز، ويعكس، مجددا، أن المغرب أضحى رقما صعبا في المشهد الرياضي القاري. لم يأت اختيار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للمغرب، لاحتضان هذا العرس القاري، خارج مقرها في القاهرة، اعتباطيا، بل أملته التجارب الناجحة التي راكمتها المملكة في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، وما تزخر به من بنيات تحتية ولوجستكية تشكل، برأي كبار المسؤولين الرياضيين الأفارقة والدوليين، نموذجا يحتذى به على الصعيد الإفريقي. وفي هذا السياق، كان جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أكد، خلال زيارته الأخيرة للمغرب، لحضور افتتاح كأس أمم إفريقيا للسيدات في كرة القدم أن "المغرب ليس فقط بلد كبير في مجال كرة القدم، بل هو بلد أشرف، بنجاح، على تنظيم العديد من التظاهرات الرياضية". وفي السياق ذاته، أكد رئيس الاتحاد الإفريقي "كاف"، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، الذي نوه، غير ما مرة، بالدور الطلائعي الذي تضطلع به المملكة في النهوض بكرة القدم الإفريقية، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشددا على أنه "يتعين على العديد من الدول في إفريقيا أن تتخذ من المغرب نموذجا للتطور، وعلى كيفية حب وتعلق شعبه لكرة القدم". وبالعودة إلى الحفل السنوي لتوزيع جوائز "كاف"، يلاحظ أن قائمة الترشيحات التي تم الإعلان عنها، رسميا، تشهد حضورا وازنا لكرة القدم المغربية ،( بشكل فردي أو جماعي)، والتي بصمت خلال الموسم الجاري على توهج غير مسبوق، من خلال حجز المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم (ذكور) بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم ( قطر 2022)، للمرة السادسة في تاريخه، والتأهل غير المسبوق للمنتخب المغربي النسوي لكرة القدم إلى نهائيات مونديال 2023، المقرر تنظيمها، بشكل مشترك، بين أستراليا ونيوزيلندا، وعبوره إلى نهائي كأس أمم افريقيا (المغرب 2022) . وتبلورت الطفرة النوعية التي تعيشها كرة القدم المغربية بتأهل المنتخب المغربي النسوي لأقل من 17 سنة، إلى نهائيات كأس العالم لهذه الفئة، والمزمع تنظيمها بالهند ما بين 11 و30 أكتوبر المقبل، علاوة على تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الإلكترونية (لعبة الفيفا)، إلى نهائيات كأس العالم لهذه الفئة، والمزمع تنظيمها نهاية شهر يوليوز المقبل في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن. هذه النقلة الكروية المغربية على الصعيد القاري تعززت، أيضا، بتتويج كل من فريق الوداد الرياضي بكأس عصبة أبطال إفريقيا وضمان مشاركته في كأس العالم للأندية، ونهضة بركان، الذي فاز بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فضلا عن تأهل فريقين مغربيين (الوداد الرياضي ونهضة بركان) إلى نهائي كأس السوبر الذي سيجرى في المغرب. وتشمل القائمة النهائية لأفضل لاعب في القارة، حامل اللقب في العام الماضي، السينغالي ساديو ماني، المحترف، حديثا، في نادي بايرن ميونخ الألماني، ورياض محرز، لاعب منتخب الجزائر، والذي يلعب لنادي مانشستر سيتي، وكذا المصري محمد صلاح، مهاجم ليفربول الإنجليزي. كما تشمل الكاميرونيان كارل توكو إكامبي (أولمبيك ليون)، وفنسنت أبو بكر (النصر السعودي)، والإيفواري سيباستيان هالر (أياكس)، والغيني نابي كيتا (ليفربول)، والسينيغاليان إدوارد ميندي (تشيلسي)، وكاليدو كوليبالي (نابولي). وعلى مستوى الإدارة التقنية للمنتخبات والفرق المحلية، يسجل خروج البوسني وحيد خليلوزيتش، المدير التقني للمنتخب المغربي، من القائمة النهائية لجائزة أفضل مدرب في إفريقيا، بعد أن كان في القائمة الأولية. وضمت القائمة النهائية لهذه المسابقة مدرب الوداد البيضاوي وليد الركراكي، وأليو سيسي، مدرب منتخب السينغال، والمدرب السابق للمنتخب المصري، البرتغالي كارلوس كيروش. وضمت قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب داخل القارة، أشرف داري، لاعب الوداد الرياضي. كما ينافس ناديا الوداد الرياضي ونهضة بركان، على جائزة أفضل نادي إفريقي، إلى جانب الأهلي المصري. وضمت قائمة المتنافسين على جائزة مدرب السنة رينالد بيدروس، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية، بينما ضمت قائمة أفضل نادي إفريقي فريق الجيش الملكي المغربي. جدير ذكره أن تحديد الفائزين تم من خلال أصوات قادة ومدربي الاتحادات الأعضاء ومجموعة الدراسة التقنية التابعة للكاف والصحفيين المختارين وأساطير كرة القدم الإفريقية. وأقيمت آخر نسخة من المسابقة في مصر سنة 2019، حيث وقع الاختيار على المهاجم السنغالي ساديو ماني كأفضل لاعب في القارة، قبل أن تتوقف المسابقة، في السنتين المتتاليتين، بسبب تفشي جائحة "كورونا".