أبانت العناصر الوطنية على وجه مشرف وظهور مثالي في ثاني مباريات اقصائيات كأس الأمم الافريقية التي تجرى أطوارها بالغابون، إذ استطاع رفاق بنعطية تجاوز المنتخب الطوغولي بثلاثية مكنتهم من البقاء في سباق حسم التأهل للدور الثاني بعد سقطة المباراة الأولى، بل أكثر من ذلك عززت حظوظ الأسود، ليبقى مصير التأهل بيدهم ويحتاجون للتعادل فقط أمام الكوت ديفوار لتحقيق ذلك. وأسهمت العديد من العوامل في حسم المنتخب المغربي لصالحه النقاط الكاملة للمواجهة المذكورة، بداية بالفكر التكتيكي العالي للناخب الوطني هيرفي رونار، وردة الفعل الإيجابية والسريعة، قتالية جل العناصر، البديل الذهبي فيصل فجر، إضافة لفعالية المهاجم بوحدوز. ** تكتيك رونار : واصل المدرب الفرنسي والناخب الوطني هيرفي رونار، تألقه التكتيكي المعروف عليه رفقة المنتخب الوطني المغربي، إذ صار نهجه التكتيكي صداع في رأس الخصوم وجل المتتبعين، على اعتبار قدرته الكبيرة في التحول من نهج لأخر وخوض المباراة الواحدة بأكثر من خطة وتغيير معالمها في دقائق معدودات، وهو الأمر الذي بعثر أوراق الخصم في مباراة الطوغو، ودفعت الخبير كلود لوروا، للفشل في قراءة معالم لعب الأسود، كما أن الفكر التكتيكي لرونار، جعله يبقى مقتنعا بنفس التشكيل الذي انهزم به في المباراة الأولى، وكان يؤمن بمردود كل اللاعبين، إذ أحدث تغييرا واحدا على تشكيلة المباراة الأولى رغم الخسارة والعديد من الانتقادات. ** ردة الفعل تبقى ردة الفعل التي أبانت عنها العناصر الوطنية خلال مباراة الأمس، من بين أهم مفاتيح الفوز في المباراة المذكورة، إذ لم يتأخر رد الأسود بعد الهدف المبكر للمنتخب الطوغولي، كما أنهم تمكنوا من تجاوز صدمة البداية بسرعة من خلال هز شباك الخصم والعودة في النتيجة في الوقت المناسب قبل أن يدخلهم السبق التهديفي للطوغو في مرحلة الشك، حيث يبقى هذا العامل من الأشياء المهمة في مباريات الكرة، بل مفتاح الفوز بها في العديد من الأحيان، على اعتبار أن قوة ردة الفعل وسرعتها يبقى معيارا للجاهزية وبالتحديد الفكرية منها. ** قتالية وكسب الثنائيات أبان رفاق بوصوفة، خلال مباراة الأمس عن روح قتالية كبيرة مكنتهم من كسب جل ثنائيات المواجهة بما فيها حتى المتعلقة بالكرات العالية رغم الطول الذي تتسم به جل عناصر المنتخب الطوغولي، وهو معطى كان يغيب عن عناصر المنتخب المغربي لسنوات، وكان عيبهم الكبير هو غياب القتالية في العديد من المباريات السابقة، غير أن مباراة الأمس أظهرت قتالية مثالية للأسود، مكنتهم بدون شك من بسط السيطرة على جل أطوار المباراة وبالتالي كسب نتيجتها. ** فجر أو البديل الذهبي أقدم هيرفي رونار، كما سبقت الإشارة على الحفاظ على نفس التشكيل الذي انهزم به في المباراة الأولى أمام الكونغو، وأحدث تغييرا واحدا تمثل في إشراك فيصل فجر مند البداية مكان مهدي كارسيلا، حيث تمكن رونار بفعل هذا التغيير من قلب كل الموازن بعد توفق فيصل فجر في الظهور بوجه مشرف ومردود عالي مكنه من كسب لقب أحسن لاعب في المباراة، بل أكثر من هذا وجد فيه رونار بديلا ذهبيا لبوصوفة في الكرات الثابتة، التي كانت قوة ضرب الأسود. ** فعالية المهاجم بوحدوز قدم المهاجم بوحدوز، واحدة من أفضل مبارياته في الفترة الأخيرة، كما خلص رونار من صداع المهاجم الذي بإمكانه اللعب داخل المربع، بعد تجريبه للعديد من اللاعبين مند تعيينه على رأس الإدارة التقنية للأسود، حيث تمكن بوحدوز، من تقديم 82 دقيقة نموذجية رغم تضييعه للعديد من الفرص السانحة، إذ نجح في نهج ضغط كبير على مدافعي الخصم، وإرغامه على تشتيت الكرة في جل الحالات، كما كان من بين أفضل الحلول الهجومية في تشكيلة الناخب الوطني، باعتبار أنه نجح بشكل كبير في كسب جل الالتحامات والحصول على العديد من الأخطاء، منها ما ترجم لأهداف.