أعاد الفوز الذي حققه المنتخب الوطني المغربي على نظيره الطوغولي، برسم الجولة الثانية من الدور الأول في إطار منافسات النسخة 31 من كأس أمم إفريقيا المقامة في الغابون، الفرحة إلى قلوب المغاربة الذين باتوا يعانون من عقدة إنجازات "الأسود"، في انتظار التأكيد بتعادل سيكون كافياً أمام كوت ديفوار، الثلاثاء المقبل، للعبور إلى دور الربع من "الكان" بعد فشل دام لأكثر من 13 سنة. المنتخب المغربي قدم أداء يشفي الغليل في مباراة الجمعة أمام رفاق إمانويل أديبايور، في انتظار استثمار المكاسب الخمسة ل "الأسود" من هذا النزال لصنع الفرحة أمام "فيلة" كوت ديفوار: عينٌ ثاقبة لرونار عكس المباريات الأخيرة التي كانت فيها خيارات الناخب هيرفي رونار لا مفهومة ولا موفقة، ظهر "الثعلب" في مباراة الجمعة بحس تكتيكي راق، فكانت كل تدخلاته الفنية في تشكيلة "الأسود"، بداية من إقحام فيصل فجر رسميا عوض مهدي كارسيلا، واعتماد عزيز بوحدوز أساسياً عوض يوسف العربي رغم ضغوطات الشارع، وصولاً إلى تغيير اللاعب بيوسف النصيري في الدقيقة 60، موفقة وساهمت بشكل مباشر في فوز المنتخب المغربي بثلاثية دونما تأثر بالهدف المبكر للطوغوليين في الدقائق الأولى من اللقاء. الفعاليّة الهٌجومية ما أعيب على الخط الأمامي للمنتخب المغربي في مباراته الأولى أمام المنتخب الكونغولي، من غياب للنجاعة الهجومية المطلوبة أمام مرمى الخصم، حضر بقوة هذه المرة في جل الفرص التي أتيحت لعزيز بوحدوز والرفاق في لقاء الطوغو؛ إذ شكلت خطورة بالغة على مرمى كوسي أغاسا، فكان التنويع في اللعب وطريقة بناء الهجمات وحتى الدقة في تنفيذ الضربات الثابتة، كلها أسلحة نالت من قوى الدفاعات الطوغولية التي انهارت في أكثر من مرة ومنحت ل"الأسود" فرصة الانتصار بثلاثية هامة. "الجُوكر" فجر.. بوصوفة و"الأَظهرة" غيّر دخول فيصل فجر أساسياً في مباراة الطوغو، عوض كارسيلا، ملامح المنتخب المغربي بشكل جذري، خاصةً وأن اللاعب تقلد مهام تنفيذ الضربات الثابتة فكان دقيقاً جداً في ذلك، بل وكانت ركلاته حاسمة في تسجيل الهدفين الأول والثاني، من أقدام عزيز بوحدوز وغانم سايس على التوالي، ليتم اختياره من طرف لجنة "الكان" أفضل لاعب في المباراة. من جهتها ساهمت تحركات بوصوفة وسلاسة تحوله من أدواره الدفاعية إلى الهجومية في إضفاء الحماس على لاعبي المنتخب المغربي وإحكام السيطرة على مجريات اللعب في أغلب أطوار المباراة، كما مد زملاءه في الخط الأمامي بكرات خطيرة أربكت دفاعات الخصم، وهو وما ينطبق أيضاً على الثنائي حمزة منديل ونبيل درار، الظهيرين الأيسر والأيمن توالياً؛ إذ ساهمت تحركاتهما في الرواقين وصعودهما المتكرر لمساندة الهجوم المغربي في تزويد الخط الأمامي بالثقة، وكذا بكرات كادت أن تشكل الفارق في أكثر من مرة. الدفاع..؟ أظهرت المباراة التي خاضها المنتخب المغربي، الجمعة، أمام منافسه الطوغولي وجود خلل كبير في المنظومة الدفاعية ل"الأسود"، بقيادة مهدي بنعطية الذي خسر كل نزالاته الثنائية مع القناص أديبايور، لكن، ولحسن الحظ، لم يؤثر ذلك على نتيجة المباراة التي آلت في الأخير لصالح الفريق الوطني، لكنها بالمقابل أرسلت إشارات قوية للناخب هيرفي رونار لإصلاح الخلل قبل مواجهة منتخب كوت ديفوار الذي يتوفر على مهاجمين أكثر فعالية من لاعبي الطوغو. "غرينتا" "الأسُود" و"الثعلب" ظهر المنتخب الوطني في مباراة الجمعة بروح انتصارية عالية، نادراً ما لمحها الشارع الكروي في المجموعة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على اللاعبين في الميدان، وظهروا أكثر انسجاماً من ذي قبل، واعتبرت في واحدة من أحسن المباريات تنظيماً ل"الأسود" في الآونة الأخيرة. كما ظهر الناخب الوطني هيرفي رونار هو الآخر بنفس جديد، فكانت صرخاته وتحركاته في المنطقة الفنية لتحفيز اللاعبين تارةً، ولومهم على تضييع كرات تارةً أخرى، دون أن يأبه لإمكانية إفساد مظهره أو تأثر بياض قميصه، من الصور التي بثت الاطمئنان في نفوس الشارع الكروي المغربي. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com