أنعش المنتخب الوطني المغربي آماله في العبور لدور الربع من منافسات كأس أمم إفريقيا المقامة بالغابون، بفوزه على المنتخب الطوغولي بثلاثية مقابل هدف واحد عن الجولة الثانية من الدور الأول، ليرتقي بذلك إلى المركز الثاني في سبورة ترتيب مجموعته بثلاث نقاط خلف المتصدر، الكونغو الديمقراطية بفارق نقطة واحدة. ولم يحتج منتخب الطوغو لفترة طويلة لجس نبض نظيره المغربي، حيث سجل هدفاً مبكراً في الدقيقة الرابعة، من أقدام اللاعب ماتيو دوسيفي الذي استغل هجمةً مرتدة من ركنية كانت لصالح "الأسود"، في ظل تأخر عودة رفاق مهدي بنعطية إلى مناطقهم وعدم تموضعهم بالشكل المطلوب للدفاع عن مرمى الحارس منير المحمدي. وسرعان ما تخلص أبناء "الثعلب" هيرفي رونار من ضغط التأخر في النتيجة، حيث استطاع المنتخب المغربي تعديل النتيجة في الدقيقة 14 من توقيع عزيز بوحدوز، الذي استغل التنفيذ المركز لزميله فيصل فيجر لضربة ركنية، هذا الأخير جرب حظه دقيقةً بعد ذلك بتسديدة قوية لكنها حادت القائم الأيمن لمرمى الخصم. وأحرز غانم سايس الهدف الثاني للمنتخب المغربي في الدقيقة 21 من رأسية مركزة بعد تلقيه كرة من ضربة خطأ نفذها بإحكام فيصل فجر من جديد، الأمر الذي لقي ردة فعل من مهاجمي الطوغو، خاصةً من جانب إيمانويل أديبايور الذي قاد هجمات متتالية هددت في غير ما مرة مرمى منير المحمدي في ظل تثاقل مهدي بنعطية الذي لم يفرض رقابته كما يجب على دفاعات "الفهود". وكاد نبيل ضرار أن يسجل الهدف الثالث لصالح "الأسود" في الدقيقة 27 بعد ضربة رأسية محكمة استغل خلالها خروجاً خاطئاً للحارس كوسي أغاسا إلا أن كرته حادت المرمى؛ تلتها تسديدة قوية لمبارك بوصوفة أبعدها دفاع الطوغو في الدقيقة 41، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم "أسود الأطلس" بهدفين لهدف واحد. الجولة الثانية انطلقت بدون مقدمات، حيث دخل المنتخب المغربي برغبة واضحة في إضافة هدف ثالث لتأمين النتيجة، بالاعتماد على دقة فيصل فجر في تنفيذ الضربات الثابثة، واستغلال هفوات الدفاع الطوغولي، حيث أتيحت فرصة خطيرة للاعب عمر القادوري في الدقيقة 53 إلا أنها ظلت طريقها نحو شباك كوسي أغاسا، رد عليها أديبايور بعد دقيقتين برأسية قوية علت مرمى المحمدي مستغلاً سوء تغطية مهدي بنعطية الذي خسر جل ثنائياته مع نجم الطوغو "العاطل". وانخفض المستوى العام للمباراة، بعد مرور خمسة دقائق من بداية الشوط الثاني، خاصةً من جانب المنتخب المغربي الذي ظهر جلياً أن العياء دب إلى أقدام اللاعبين نسبياً نظراً للمجهود البدني الكبير الذي قدموه في الجولة الأولى، الأمر الذي أكسب لاعبي الخصم نوعاً من الثقة للاندفاع نحو نصف ميدان "الأسود"، بحثاً عن رأسيات القناص أديبايور، في دقائق حرجة مرت على دفاعات "الأسود" إلى حدود الدقيقة 70. وتدارك المنتخب المغربي الموقف سريعاً بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 71 من أقدام البديل يوسف النصيري الذي كان قد دخل بديلاً لعمر القدوري بعد بداية الشوط الثاني، مستغلاً فراغاً في الدفاعات الطوغولية، في وقت أضاع فيه تباطؤ عزيز بوحدوز في الدقيقة 77 فرصة تعزيز النتيجة بهدف رابع. وكاد المنتخب أن يذلل الفارق في الدقيقة 81 من عمر المباراة من أقدام فلويد آييتي الذي استغل خطأً فادحاً لمروان داكوستا في وسط الميدان، إلا أن كرته حادت مرمى المحمدي، ليرد عليه يوسف النصيري ثلاثة دقائق بعد ذلك بتسديدة قوية علت العارضة، لتنتهي بذلك المباراة بانتصار "الأسود" بثلاثية أحيت حظوظهم في العبور للدور الموالي. وعرفت المباراة حضوراً جماهيرياً لا بأس به، حيث أعلنت اللجنة التنظيمية للمباراة حسب ما علمته "هسبورت" أن اللقاء شاهده 10350 مناصراً من المدرجات، جلهم مواطنون غابونيون اختاروا متابعة بين متعاطفين مع "الأسود" وآخرين مع "الصقور". وبهذا يكون المنتخب المغربي قد أحسن استغلال نتيجة المباراة التي جمعت الكونغو الديمقراطية والكوت ديفوار (2-2)، علماً أن نتيجة التعادل ستكون كافية للمنتخب المغربي في الجولة الأخيرة أمام الفيلة لضمان العبور إلى دور الربع دون انتظار نتائج المنتخبات الأخرى.