في سياق الأزمة الروسية الأكرانية، والحرب المندلعة بين البلدين، غاب المغرب، عن الجلسة الإستثنائية الطارئة التي ناقشت مشروع القرار الذي "يطالب روسيا بالتوقف الفوري عن استخدام القوة ضد أوكرانيا''. المغرب والاستقطابات الثنائية وتعليقا على الموقف المغربي، قال خالد التزاني، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والاجتماعية بفاس، إنه ''فعلا منذ بداية الحرب بين روسياوأوكرانيا اختارت الدبلوماسية المغربية رفض حل النزاعات بالعنف، ودعت إلى تغليب لغة الحوار و العقل''. وأضاف أنه ''بقراءة للغة البيان المغربي من الأزمة و الذي صدر في 26 فبراير الماضي، يلاحظ فيها الدقة والتوازن بين احترام سيادة الدول وضرورة حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، وهي الطرق التي نص عليها ميثاق الأممالمتحدة في مادته ال33''. وأوضح أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، في تصريحه لمنبر ''القناة''، أن ''توازن موقف المغرب من هذا النزاع يؤكد مرة أخرى تفضيل المغرب عدم المشاركة بأي موقف خلال التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي طالب روسيا بالتوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا، وبهذا فالمغرب حافظ على موقفه الحيادي من هذه الحرب ولم يحاول الانسياق وراء الاستقطابات الثنائية''، مؤكدا على أن ''هذا التوازن الذي يتعامل به المغرب مع هذه الأزمة يأتي لكون المغرب يرتبط بعلاقات جيدة مع الطرفين الروسي والأكراني خصوصا في مجال استيراد وتصدير المواد الفلاحية، مما يجعل توازن المصالح عاملا حاسما في طرح أي موقف علني من الصراع الحالي''. المغرب وأوكرانيا: قمح وأسلحة وفي حديثه عن العلاقات المغربية الأوكرانية، أشار التزاني، إلى أن وزارة الصناعة الأمريكية، أعلنت في يناير من العام 2021 عن كون أوكرانيا في طريقها لتصبح المورد الرئيسي للقمح في المغرب، كما سبق لتقرير تاكتيكال ريبورت المتخصص في الشؤون العسكرية أن كشف بأن القوات المسلحة الملكية المغربية قد تدارست مسألة اقتناء أسلحة جديدة من أوكرانيا وأنها بدأت فعلا في اقتناء محمية من الكمائن المضادة للألغام (MRAP)''. المغرب وروسيا: الشراكة الاستراتيجية وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن علاقة موسكو بالرباط، تتميز بالسعي نحو بناء شراكة استراتيجية، والتي طبعتها زيارات رسمية بين البلدين، حيث سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قام بزيارة للمغرب في 7سبتمبر من العام 2006 لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين، سبقتها زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو في الفترة ما بين 14و 18أكتوبر من العام 2002 وهي الزيارة التي تحتل موقعا مهما في العلاقات المغربية الروسية حيث تم التوقيع على بيان مشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية و المملكة المغربية''. مبرزا في السياق ذاته، أن الحديث عن العلاقات المغربية الروسية، تستوجب تذكر الجولة التي قام بها الملك محمد السادس في العام 2016 والتي زار من خلالها موسكو وبكين أيضا، وتوجت هذه العلاقات بزيارة وزير الخارجية الروسي لافروف إلى المغرب في العام 2019، حيث التقى بملك المغرب وعدة مسؤولين آخرين وأثمرت مشروعا رائدا للبتروكيماويات في ميناء الناظور بقيمة 2 مليار دولار'' واختتم التزاني، حديثه بالقول ''يمكن القول إن الرغبة في الحفاظ على مصالح المغرب هي الدافع الرئيسي للموقف المتوازن أو الحيادي من هذا النزاع الروسي الأكراني''. المغرب والموقف الحيادي وسبق لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن أكدت على قرار المملكة المغربية المتمثل في عدم المشاركة في التصويت على هذا القرار. وأوضح بلاغ للوزارة، أن عدم مشاركة المغرب لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسياوأوكرانيا، كما جدد التأكيد على ذلك بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بتاريخ 26 فبراير 2022. وشدد المصدر ذاته، على أن المملكة المغربية تواصل متابعة، بقلق وانشغال، تطور الوضع بين أوكرانيا وفدرالية روسيا، مشيرا إلى أن المغرب أعرب عن أسفه إزاء التصعيد العسكري الذي خلف، مع الأسف، إلى حدود اليوم، مئات القتلى وآلاف الجرحى، والذي تسبب في معاناة إنسانية للجانبين، بالإضافة إلى أن هذا الوضع ينعكس على مجموع السكان ودول المنطقة وغيرها(…).