قال تحليل نشرته وكالة بلومبرغ الامريكية ، أن الحرب القائمة بين روسياوأوكرانيا ستؤثر على عدد من الدول العربية، على رأسها المغرب والجزائر، رغم البعد الجغرافي. وحسب التحليل ، فإن الجزائر قد تخرج رابحة من الحرب الروسية-الأوكرانية، باعتبار أن روسياوأوكرانيا من بين الدول المصدرة للغاز في العالم. ومن الممكن أن تستفيد الجزائر إذا ما فُرضت عقوبات على روسيا من طرف مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن صادرات روسيا من الغاز ستنخفض وسترتفع صادرات الغاز الجزائري. وحسب تحليل بلومبرغ فإن الجزائر في مقدمة الدول التي يمكن الاعتماد عليها لتزويد أوروبا بالغاز في فترة الحرب بين روسياوأوكرانيا لتعويض النقص. وتعتبر الجزائر ثالث أكبر مصدر للغاز للاتحاد الأوروبي بعد روسيا والنرويج، كما أنها مزود رئيسي لكل من إيطاليا وإسبانيا، الأمر الذي من المتوقع أن يوفر لها مردوداً مالياً، ويُكسبها نفوذاً سياسياً ودبلوماسياً. تتميز العلاقات الجزائرية-الروسية بكونها متينة منذ استقلال الجزائر عام 1962، في شقيها الدبلوماسي والعسكري. وتعتبر موسكو أول مموّل للجزائر بالأسلحة، وحسب مراقبين فإن مشترياتها بلغت مليارات الدولارات على مدار السنوات الماضية، منها طائرات "سوخوي" و"ميغ" وأخرى لنقل الجند ومروحيات ودبابات إضافة إلى 6 غواصات، وأنظمة دفاع جوية متطورة. ووقّعت الجزائروروسيا في 2001، اتفاقية شراكة استراتيجية للتعاون في عديد المجالات، على غرار القطاع العسكري والتجاري والطاقة، كما ترتبط سوناطراك الجزائرية للمحروقات بعلاقات وطيدة مع شركات طاقة روسية على غرار غازبروم و"لوك أويل" وشركات أخرى. أوكرانيا أهم مصدر للقمح بالنسبة للمغرب وإذا كانت الجزائر ستستفيد من الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن المغرب سيبقى من بين أكبر المتضررين، باعتباره يعتمد على مجموعة من المنتجات الأوكرانية. وفي يناير 2021 أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية أن أوكرانيا في طريقها لتصبح المورد الرئيسي للقمح في المغرب، هذا الأخير الذي يُسجل في العادة ضعف الإنتاج المحلي. ومما سيزيد تعقيد الوضع في المغرب بسبب الأزمة في أوكرانيا، فإن المملكة هذه السنة تعيش موسماً استثنائياً بسبب ضعف التساقطات، وبالتالي فإن الإنتاج المحلي سيتراجع بشكل كبير. وقالت وزيرة الزراعة الأمريكية في بيانها إن واردات المغرب من القمح الأوكراني وصلت إلى 6.5 طن خلال الموسم الزراعي 2020-2021، أي ما يزيد على 35% من واردات الموسم الذي سبقه. وكانت أوكرانيا قد ضاعفت من صادراتها من القمح اللين إلى المغرب في 2021، وأصبحت كمورد رائد للقمح بالنسبة للمغرب، وذلك بعدما سمح لها دخول المملكة معفاة من الرسوم الجمركية على شحنات القمح اللين. حرب روسياوأوكرانيا والمغرب وبعيداً عن القمح، كان المغرب في الفترة الأخيرة يضع أوكرانيا في مقدمة الدول التي يحاول أن يستورد منها أسلحة جديدة، وذلك حسب ما أعلنه موقع "تاكتيكال ريبورت" في فبراير 2022. وكشف تقرير "تاكتيكال ريبورت" المتخصص في الشؤون العسكرية، أن القوات المسلحة الملكية المغربية تدارست مسألة الاقتناء، وبدأت فعلاً في اقتناء مركبات محمية من الكمائن المقاومة للألغام (MRAP) من أوكرانيا. وأضاف الموقع أن مسؤولين عسكريين مغاربة قاموا بزيارة لمقر الشركة الأوكرانية؛ حيث قدمت هذه الأخيرة عرضاً حياً لإظهار القدرات القتالية للمركبات المدرعة "ام راب فارتا" و"سيف نوفاتور"، بقذائف هاون وذخيرة عيار 60 ملم و82 ملم و 12 ملم.