يستعد المغرب لعقد صفقة مع أوكرانيا لاقتناء مجموعة من المركبات العسكرية المدرعة المضادة للألغام وللقذائف، وهي الخطوة التي جرى الكشف عنها تزامنا مع تصاعد الأزمة على الروسية الأوكرانية التي تلقى فيه كييف دعما مباشرا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلف شمال الأطلسي "النيتو"، وفي الوقت الذي تستغل فيه جبهة "البوليساريو" الانفصالية الأسلحة التي تبيعها موسكو للجزائر لتهديد الرباط بالعودة إلى الحرب في الصحراء. وأكد تقرير لموقع "تاكتيكال ريبورت" المتخصص في القضايا العسكرية، أن القوات المسلحة الملكية تخطط لاقتناء مركبات MRAP المضادة للألغام والتي تحمي من الكمائن، مبرزة أن المغرب وأوكرانيا "على وشك التوصل لاتفاق بشأن هذه الصفقة"، وأضافت أن ذلك يدخل في إطار تنويع الرباط لمصادر تسلحها، حيث قام وفد من قياداتها العسكرية بزيارة الأراضي الأوكرانية في دجنبر من سنة 2020، وخلالها انتقل إلى شركة "أمور" المتخصصة في صناعة المعدات العسكرية. ووفق التقرير فإن التفاوض بخصوص هذه الصفقة بدأ منذ ذلك التاريخ، حيث قدمت الشركة الأوكرانية عرضا تفصيليا لإبراز القدرات القتالية والدفاعية للمركبتين المدرعتين MRAP Varta و SAV Novator، المجهزتان بقذائف هاون وذخيرة حية من عيارات 82 و60 و12 ميليمترا، مبرزة أن الطراز الأول، والذي وقع عليه اختيار الجيش المغربي، عبارة عن مركبات كاملة التجهيز يمكن استخدامها لنقل الجنود في حالات المعارك، ويمكن أن تستخدم لأغراض القيادة الميدانية أو للإجلاء. ويبدو أن تاريخ التفاوض على الصفقة كان متزامنا مع شروع "البوليساريو" في التلويح بالعودة إلى الحرب في الصحراء، إذ يوم 13 نونبر 2020، وبعد التدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في منطقة الكركارات لإنهاء قيام عناصرها بقطع الطريق البري الرابط بين المغرب وموريتانيا على مستوى المنطقة العازلة، أعلنت الجبهة انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأممالمتحدة سنة 1991. ولا يعترف المغرب ولا الأممالمتحدة بتجدد الحرب في الصحراء، إلا أن المؤكد هو أن مسلحي "البوليساريو" نفذوا عدة محاولات للوصول إلى الجدار الأمني، تصدى لها المغرب عن طريق طيرانه العسكري، وفي أغلب الحالات عبر الطائرات المسيرة عن بعد، ولم تُتحدث أي تقارير مؤكدة عن وجود مواجهات برية، غير أن الثابت أيضا هو أن "البوليساريو" تعتمد على أسلحة مصدرها روسيا تصل إليها عبر صفقات التسلح المبرمة مع الجزائر.