نشوب حرب عسكرية بين روسياوأوكرانيا، مداها لن يقف على حدودهما الجغرافية بل سيطال مختلف دول العالم، ما يزيد من مخاوف تكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة، لاسيما وأن البلدين مصدران رئيسيان للقمح في العالم، مايعني أن المغرب على موعد مع سيناريو سيء في حال إتجاه الوضع إلى الحرب. خيار لن يجد معه المغرب بُدا غير دراسة خيارات أخرى لضمان الامدادات الرئيسية من المادة، علاوة على ماينتظر صفقات الأسلحة التي تم الحديث عنها والاتفاق بشأنها، لاقتناء الأسلحة لدعم الترسانة العسكرية المغربية. إمدادات القمح تحت رحمة الصواريخ
في وقت يشهد فيه المغرب موسم فلاحي صعب تخيم عليه قلة التساقطات، وما يفرضه ذلك من إتجاه نحو واردات فلاحية أكثر، لاسيما الحبوب والقمح حيث يعتبر طرفا "الحشد العسكري" روسياوأوكرانيا إلى جانب فرنسا، أهم الدول التي يستورد منها المغرب حاجياته من المادة.
وتقدر احتياجات المغرب من واردات القمح برسم الموسم الفلاحي 2021-2022 في الوضع الراهن الذي يطبعه التغير المناخي، حوالي 4.5 ملايين طن قادمة من الدول المذكورة.
ومع اندلاع حرب محتملة يطرح السؤال ما الحلول التي يضعها المغرب لبحث أسواق جديدة لتعويض موسكو وكييف؟، يعتبر الخبراء أن المغرب مطالب بإيجاد مصادر بديلة لتأمين حاجياته من القمح والذرة والشعير إذا ما استمر الموسم الفلاحي على هذا الحال وتحول الأراضي الأوكرانية والروسية إلى ساحة حرب.
ويعتبر القمح من أهم المواد الأساسية لدى الشعب المغربي بسبب ارتباط النمط الغذائي به، فهو مرتكز مادة الخبر الأساسي والضروري، وأي وقف للإمداد أو الزيادة في سعره، سيكون لها، وفق خبراء، تداعيات وخيمة على السلم الاجتماعي.
وتعد أوكرانيا أكبر مصدر للذرة والشعير والجاودار، لكن قمح البلد هو الذي له التأثير الأكبر على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم. في عام 2020، صدّرت أوكرانيا ما يقرب من 18 مليون طن من القمح من إجمالي محصول يبلغ 24 مليون طن، مما يجعلها خامس أكبر مصدر في العالم.
يشار أن أوكرانيا عرفت كسلة خبز أوروبا لعدة قرون، إذ تعتبر صادراتها الزراعية سريعة النمو كالقمح والحبوب الأخرى والزيوت النباتية وغيرها، ضرورية لإطعام العديد من الدول من إفريقيا إلى آسيا. حيث يتركز جزء كبير من الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في أوكرانيا بمناطقها الشرقية، وهي بالضبط تلك الأجزاء الأكثر عرضة لهجوم روسي محتمل.
هل يوقف التصعيد.."صفقات أسلحة إلى المغرب"
هو سؤال يرتسم غموض في انتظار ما ستتجه إاليه الأوضاع بين روسياوأوكرانيا، خاصة في ظل تقارير عن إجراء المغرب لمفاوضات مع شركة أوكرانية من أجل الحصول على سرب من مركبات "فارنتا" العسكرية.القوات المسلحة الملكية المغربية الاستحواذ على مركبات محمية من الكمائن المقاومة للألغام مصنوعة في أوكرانيا. وذكرت ذات التقارير المختصة في رصد صفقات التسليح، أن المغرب على وشك التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن شراء سرب من هذه المركبات المقاومة والمضادة للألغام (ام راب) من شركة أرمور الأوكرانية، لصالح القوات المسلحة الملكية. وأضاف الموقع المتخصص في الأخبار العسكرية، أن مسؤولين مغاربة أجروا زيارة إلى الشركة الأوكرانية، وخلالها أظهرت الشركة عرضًا حيًا لتبيان القدرات القتالية للمركبات المدرعة "ام راب فارتا" و"سيف نوفاتور"، بقذائف هاون وذخيرة عيار 60 ملم و 82 ملم و 12 ملم. ويشار الى أن مركبات "ام راب فارتا" هي مركبات مجهزة بالكامل تنقل الجنود في حالات القتال، ووفق ذات المصدر، فانه يمكن تجهيز المركبات لتكون مهيأة ل"قيادة أو لإجلاء القوات". وتأتي التقارير حول الصفقة الجديدة المحتملة بين المغرب وأوكرانيا كجزء من رؤية الرباط ونهجها لتحديث معداتها العسكرية وأفرادها، كما خصصت الحكومة المغربية في قانون الموازنة لعام 2022، غلافا ماليا يناهز 12,8 مليار دولار أمريكي ل"شراء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية" يهدف الى عقد صفقات لشراء معدات وأسلحة جديدة.