خرجت وزارة الثقافة عن صمتها أياما بعد نشر مقال بجريدة العلم ليوم الجمعة 30 دجنبر 2016 بعنوان « نشطاء أمازيغ غاضبون من وزارة الصبيحي »؛ والذي تحامل فيه صاحب المقال – حسب ما ذهبت إليه الوزارة – على الوزارة بسبب حصة الكتاب الأمازيغي في الدعم الذي تخصصه وزارة الثقافة للكتاب. الوزارة فضلت رمي الكرة على جانب مؤسسات النشر التي تعنى بالمنشورات والمطبوعات الأمازيغية، في الوقت الذي لم تتوان فيه الوزارة الوصية على القطاع من بذل مجهودات جبارة في سبيل » أن تحتل اللغة الامازيغية المكانة التي تستحقها » – يقول البيان-. لم يعزب عن بيان وزارة الثقافة التفصيل في حجم الدعم الذي تقدمه للكتاب والمنشور الأمازيغيين، فمن أصل عشرة مشاريع مقدمة من لدن دور نشر وجمعيات مهتمة بنشر وطبع الإصدار الأمازيغي تم دعم تسعة منها قدمت من طرف رابطة تيرا، كما شمل الدعم مجلة « أدليس » التي يديرها أحمد الخنبوبي ومجلة « واز » التي يديرها عبد الله إد الطالب. كما تسترسل الوزارة في تعداد الدعم الذي ترصده للأمازيغية من باب ما أسمته ب » تمتيع اللغة الأمازيغية بتمييز إيجابي »؛ إذ أن الوزارة تحرص على أن يكون ضمن لجنة الفحص أعضاء يتقنون اللغة الأمازيغية، علاوة على تعديل المرسوم المنظم لجائزة المغرب للكتاب سنة 2012 من خلال إدماج التنصيص على الأمازيغية كلغة لجائزة المغرب للكتاب، وكذا عضوية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في اللجنة العلمية لصياغة مضامين البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب. بيد أن بيان وزارة الثقافة يكشف الحقيقة الغائبة والمغيبة عن الرأي العام الذي يستهدف ذات البيان تنويره. فالوزارة بهاته الدفوعات لا تتغيى سوى التنصل من مسؤولياتها تجاه إنصاف الأمازيغة كمنظومة متكاملة بصفتها القطاع الأول المنوط به الارتقاء بالأمازيغية إلى جانب قطاعي التربية الوطنية والتكوين المهني والاتصال، حيث ظلت الأصابع تشير دوما لهذين القطاعين وتحميلهما المسؤولية دونا عن غيرها من القطاعات في ما تتعرض له الامازيغية من تهميش وإقصاء. وزارة الثقافة تتشبث اليوم بالانتقائية في اختيار زاوية النقاش في ما تسهم به في سبيل الارتقاء بالأمازيغية أو بالأحرى » اللغة الامازيغية » – التعبير الذي تختاره دوما حتى لا يتم تكريس مسؤولياتها في الدفاع عن الأمازيغية كمنظومة متكاملة – . إنها تستعرض المخرجات في اختزال تام دون أيما ربط بمدخلات الموضوع، أي أنها لا تضع الرأي العام في صلب سياستها العامة للنظر فيما إذا كانت حقا تعمل على » تمتيع اللغة الأمازيغية بتمييز إيجابي » – حسب ذات البيان -. ألا تشي استراتيجيتها الثقافية على الحفاظ على الستاتيكو المتكيء على مُقَدَّسَيْ الدين والعربية في تشكيل الهوية الوطنية؟.