تنطلق اليوم الجمعة بالعاصمة باريس المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهدف إعطاء دفعة أخيرة لانتخابات 24 ديسمبر 2021 في ليبيا، حيث أشار قصر الاليزيه في معرض تقديمه المؤتمر الثلاثاء إلى أن "الانتخابات في متناول اليد. هناك حركة قوية تعمل في ليبيا حتى يتم إجراؤها. واستقرار البلاد معلق عليها". وتأكد حضور المغرب في المؤتمر الهام من خلال وفد يترأسه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، فيما يعرف الموعد حضور رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز. ونقلت وكالة أنباء "يوربا بريس" عن مصادر بالرئاسة الإسبانية تأكيد حضور بوريطة للمؤتمر حول ليبيا الذي يعقد في العاصمة الفرنسية باريس، مشيرة إلى أنه بعد أشهر من الأزمة التي تسبب فيها دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا للعلاج، ومع التوتر الحالي بين المغرب والجزائر، يجد بيدرو سانشيز، في مؤتمر دولي رفقة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، لأول مرة. وتشير الوكالة، نقلا عن مصادرها، أنه من حيث المبدأ لا توجد اجتماعات ثنائية مقررة لرئيس الحكومة الإسبانية، إلا أنه قد يتم تبادل التحية أو الانطباعات فقط. وبحسب "يوربا بريس" تعد هذه المرة الأولى التي يتواجد فيها بوريطة إلى جانب سانشيز منذ الأزمة الحادة بين الرباطومدريد. ورغم حديث وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألبرس، عن إشارات إيجابية من المغرب، إلا أن سفيرة الرباط، كريمة بنيعيش، لم تعد بعد إلى مدريد، كما أنه لم يتم بعد تحديد موعد للقمة الثنائية المؤجلة، التي كان من المفترض أن تعقد في ديسمبر الماضي وتم تأجيلها بسبب الوباء. وستشارك في رئاسة المؤتمر فرنسا والمانيا وايطاليا – الدول الثلاث التي تتصدر مساعي البحث عن حل للأزمة – والأممالمتحدة وليبيا. وأعلن قصر الاليزيه أن مسؤولين من غالبية الدول الضالعة في الأزمة الليبية أو حلها وبينهم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيحضرون المؤتمر بدون إعطاء لائحة مفصلة. أما روسيا التي تدعم على غرار مصر والإمارات، المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي، فستكون ممثلة بوزير خارجيتها سيرغي لافروف كما أوضحت موسكو. وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أكد في تصريح سابق أن "المغرب يرى في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي ستقام في ليبيا يوم 24 دجنبر المقبل، المخرج الوحيد للأزمة في هذا البلد المغاربي"، على أنه "لا حل للأزمة الليبية بدون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في وقتها، أي يوم 24 دجنبر". وشدد الوزير على أن "دور المغرب في الملف الليبي لم يبدأ بمؤتمر برلين ولن ينتهي به"، مضيفا أن "المشاركة في المؤتمرات لم تكن هدف المملكة"؛ كما اعتبر أن دور البلد هو أن "يكون جنبًا إلى جنب مع الليبيين أولاً، ولمواكبة ما يريدونه لإيجاد حل لأزمتهم". وشدد بوريطة، في التصريح نفسه، على أن "المغرب مع المجهود الأممي، ولا يشتغل بمعزل عنه"، مشيرا إلى أن "الرباط تشتغل في إطار مجهودات الأممالمتحدة والمبعوث الخاص إلى ليبيا لإيجاد حل للأزمة وفق خارطة طريق اتفق عليها الليبيون، والدور المحوري للمؤسسات الرسمية الليبية في تطبيق هذه الخارطة".