هبطت كبسولة بلو أوريجين التي تحمل جيف بيزوس وثلاثة آخرين في صحراء غرب تكساس بعد عبورها حدود الفضاء وعودتها، وفق ما أظهر البث المباشر للشركة. وطفت المركبة الفضائية على ثلاث مظلات ضخمة قبل أن تثير سحابة من الرمال وهي تهبط بسرعة ميل أو ميلين (كيلومتر) في الساعة. وقال بيزوس "على متن هذه الكبسولة مجموعة من الناس سعيدة جدا". بذلك ينضمّ بيزوس، الرجل الأثرى في العالم، الثلاثاء، إلى نادي رواد الفضاء على متن أول رحلة مأهولة لشركته "بلو أوريجن"، ما سيشكّل علامة فارقة جديدة في مجال السياحة الفضائية الناشئة. وتأتي المهمة بعد تسعة أيام من وصول مؤسس "فيرجين غالاكتيك" ريتشارد برانسون حدود الغلاف الجوي للأرض، متقدماً بخطوة على الرئيس التنفيذي السابق لشركة أمازون في ما يبدو أشبه بمنازلة بين الأثرياء في الفضاء. إلا أنّ بيزوس أصرّ على أن "هذه ليست منافسة". وقال الإثنين لقناة "إن بي سي" إنّ "أول شخص وصل الى الفضاء كان يوري غاغارين وجرى ذلك منذ وقت طويل"، في إشارة الى رائد الفضاء السوفياتي الذي أجرى أول رحلة مأهولة الى الفضاء عام 1961. وأضاف "يتعلق الأمر ببناء طريق إلى الفضاء للأجيال المقبلة من أجل القيام بأمور مذهلة هناك". بلو أوريجن أنشأ بيزوس شركة "بلو أوريجن" عام 2000، طامحاً بأن تتمكن ذات يوم من بناء مستعمرات فضائية عائمة مزوّدة بجاذبية اصطناعية، ويمكن لملايين الأشخاص العمل والعيش فيها. وقال المدير العام للشركة بوب سميث خلال مؤتمر صحافي الأحد إنّ صاروخ "نيو شيبرد" الذي سيتمّ إطلاقه "ليس إلا البداية". وأوضح أنه عندما وطأت أقدام نيل أرمسترونغ وباز ألدرين سطح القمر في 20 تموز/يوليو 1969 "شكل ذلك مصدر إلهام لي ولجيل بأكمله في العالم"، مضيفاً "نعمل بجهد في كل يوم للحفاظ بشكل جيد على هذا الإرث". ورافق بيزوس في الرحلة شقيقه مارك، ورائدة الفضاء والي فونك البالغة 82 عاماً، إضافة إلى أول زبائن الشركة الهولندي أوليفييه دايمن البالغ 18 عاماً. وأصبح الأخيران على التوالي أكبر وأصغر رائدي فضاء على الإطلاق. وحلّ دايمن بدلاً من شخص فاز بتذكرة سفر في مزاد علني بقيمة 28 مليون دولار، كأول زبون لشركة "بلو أوريجن"، لكنه لم يتمكن من الحضور. وبعد الإقلاع، وتحركت مركبة نيو شيبرد في الفضاء بسرعات تزيد ثلاث مرات عن سرعة الصوت باستخدام محرك يعمل بالهيدروجين والأكسجين المسالين، أي من دون انبعاثات كربونية. وانفصلت الكبسولة إثر ذلك عن ناقلها، وتمكن رواد الفضاء الجدد فكّ أحزمتهم لتجربة انعدام الجاذبية.