في الوقت الذي كان "ينتظر"، إدريس الأزمي الادريسي، أن تخلق إستقالته من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، نقاشاً لدى الرأي العام وكحدث سياسي مهم، تحولت خطوته إلى مادة للسخرية لدى مغاربة العالم الأزرق. و قال الأزمي، في نص الاستقالة جاءت "بعد صبر كبير وتحمل ومكابدة وتردد وربما تأخر"، مضيفاً "اقدم الاستقالة لأنني للأسف لم أعد أحتمل ولا أستوعب ولا أستيطع أن افسر أو أستسيغ ما يجري داخل الحزب ولا أقدر ان اغيره، وعليه لا يمكنني ان اسايره من هذا الموقع أو اكون شاهدا عليه". واعتبر العديد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن استقالة الأزمي من مهامه السياسية داخل حزب "المصباح" مجرد مناورة انتخابية قبل أشهر قليلة من الاستحقاقات الانتخابية. وذهبوا إلى أنه بدل أن يقدم الأزمي استقالته من "اللامبا" في الوقت بدل الضائع من الولاية التشريعية والحكومية، كان عليه أن يقدم على هذه الخطوة منذ سنوات، ويتخلى عن إزدواجية المناصب التي يتلقى عنها تعويضات مالية مهمة من المال العام. في هذا الصدد، كتب المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، قائلا: "لو كانت لدى الازمي ذرة من الجرأة لقدم استقالته من البرلمان والعمودية التي فشل فيهما، بدل ان يحاول لعب دور البطولة باستقالة من مناصب وهمية". وأضاف "لو صدقنا تبرير الازمي بان استقالته من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة مردهما الى عدم قدرته على التغيير من داخل المسؤوليى الحزبية، فالاولى ان يستقيل من مقعدي البرلمان والعمودية التي لم يغير بهما اي شيء بل بالعكس قضى على البصيص من الامل الذي وجده". واسترسل المتحدث ذاته، أنه "لو عاش الازمي 1% مما عاشه الرميد أو بنكيران أو بها أو الداودي أو العثماني طيلة 40 سنة من ضغوطات ومساومات لاختتم به المطاف في بويا عمر". وأشار إلى أن "الازمي دخل العدالة والتنمية وفي فمه ملعقة من ذهب، فمن رئيس قسم لا يعرفه أحد يتحمل مسؤولية مدير بالنيابة (هذا ديبخشي موجود بوزارة المالية) إلى وزير منتذب إلى رئيس فريق برلماني ورئيس لجنة برلمانية وعمدة أعرق المدن ورئيس المجلس الوطني للحزب الاول و قاب قوسين أو ادنى أن يكون أمينا عاما، قبل 20 سنة لم يكن شيئا اسمه الازمي لكن فراغ الحزب من الاطر والكفاءات جعل بنكيران ينفخ روحه السياسية في رجل فشل في مساره ويحاول الخروج بحركة بهلوانية"