حضت المفوضية الأوروبية الإثنين على تشديد اجراءات مراقبة المسافرين ضمن اجراءات مكافحة كوفيد-19 فيما تسعى بشكل حثيث لمعرفة أسباب تأخر وصول شحنات من اللقاحات ما يهدد استراتيجيتها للتلقيح. ودعت المفوضية الأوروبية الدول الاعضاء ال 27 إلى فرض إبراز فحوص كوفيد-19 على كل المسافرين المسموح لهم بدخول الاتحاد الأوروبي- وحاليا ضمن فئة الأعمال "الأساسية" فقط- مع حجر صحي عند وصولهم إذا قدموا من مناطق تنتشر فيها النسخ المتحورة من فيروس كورونا المستجد. كما أوصت بتكثيف اجراءات الفحوص والحجر حين يتسنى الأمر للقسم الأكبر من المسافرين لأسباب أساسية بين – أو حتى داخل – دول الاتحاد الأوروبي ذات المناطق العالية الخطورة المصنفة على أنها "حمراء داكنة" من قبل المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في تغريدة أن "الوضع في أوروبا مع المتغيرات الجديدة قادنا إلى اتخاذ قرارات صعبة ولكنها ضرورية. نحن بحاجة إلى الحفاظ على السلامة وعدم التشجيع على السفر غير الضروري". وتضاف هذه التوصيات إلى قيود مفروضة أساسا في منطقة شنغن لحرية التنقل بدون جوازات سفر، ما يثبت قلق بروكسل الشديد بشأن الموجة الثالثة الوشيكة لوباء كوفيد-19 الذي بات أسوأ مع النسخ المتحورة الجديدة للفيروس. وساهم ذلك في اتخاذ اجراءات عاجلة هو إعلان مجموعة استرازينيكا البريطانية السويدية للأدوية الجمعة الماضي أنها لن تتمكن من الوفاء بتعهداتها بتأمين الشحنات اللازمة للاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا بعد أسبوع من إعلان شركة فايزر الأمريكية عن تأخير أيضا في لقاحها الذي طورته بالتعاون مع شركة بيونتيك الألمانية ويصنع في أوروبا من قبل مصنع بلجيكي. إعلان المخبران يطرح مخاطر توقف برامج التلقيح التي تتطلب أن يأخذ المتلقي جرعتين بفارق أسابيع فقط. وهذا قد يقضي على تعهد فون دير لايين الذي قطعته قبل أسبوع بالوصول إلى تلقيح 70 بالمئة من الراشدين في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية آب/اغسطس. وسيكون له أيضا تأثير غير مباشر على خطة الاتحاد الأوروبي للمساهمة بجرعات زائدة في مبادرة كوفاكس التي تقودها منظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة في جميع أنحاء العالم. ضغوط أوروبية على أسترازينيكا هذا ودعت رئيس المفوضية الأوروبية الإثنين رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا إلى فرض احترام جدول تسليم اللقاح بموجب العقد مع الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أفاد متحدث باسمها. وأعلنت الشركة البريطانية الجمعة أن عمليات تسليم لقاح أسترازينيكا/أكسفورد ستكون أقلّ من المتوقع في الفصل الأول من العام بسبب "انخفاض" الانتاجية في موقع تصنيع. وقال متحدث باسم المفوضية أن فون دير لايين "تحدثت هذا الصباح عبر الهاتف مع المدير العام لشركة أسترازينيكا باسكال سوريو وأكدت بوضوح كبير أنها تنتظر من أسترازينيكا احترام العقود والشروط المنصوص عليها في اتفاق الطلب المسبق". وذكّرت رئيسة المفوضية مدير الشركة خصوصاً بأن "الاتحاد الأوروبي استثمر بمبالغ كبيرة في المختبرات تحديداً لضمان زيادة الانتاج قبل الموافقة على طرح (اللقاح) في السوق". وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحفي "بالطبع يمكن أن تظهر مشاكل في انتاج لقاح معقّد، لكن ننتظر من الشركة إيجاد حلول واستخدام كل الاحتمالات الممكنة لتنفيذ عمليات التسليم بسرعة". ومن المقرر أن يتمّ التطرق إلى مسألة جدول تسليم اللقاحات الإثنين خلال اجتماع "اللجنة التوجيهية" للاتحاد الأوروبي التي تضمّ ممثلين للمختبر والدول الأعضاء. من جانبها، وجهت المفوضة الأوروبية للصحة ستيلا كيرياكيدس الأحد إلى أسترازينيكا رسالة ذكّرت فيها بأن رفع قدرات الانتاج بالتوازي مع التجارب السريرية للقاح كان "أحد المبادئ المهمة في العقد"، بحسب متحدث آخر. ولم تتحدث المفوضية في الوقت الراهن عن احتمال إطلاق اجراءات قانونية في حال عدم احترام العقد. من جهته، طالب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد شركتي أسترازينيكا وفايزر للأدوية بالتحلي ب"الشفافية" حول أسباب تأخر عمليات التسليم. خفض المخاطر وقعت المفوضية الأوروبية المكلفة التفاوض باسم الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عقداً لوضع طلبات مسبقة للحصول على 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد. ولدى هذا اللقاح ميزات مقارنة بلقاحات أخرى، إذ إن كلفة انتاجه أرخص وتخزينه ونقله أسهل، خصوصاً بالمقارنة مع لقاح فايرز/بيونتيك الذي يجب أن يُحفظ في درجات حرارة منخفضة جداً (70 درجة مئوية تحت الصفر). وقد سمح الاتحاد الأوروبي بلقاحين هما فايزر/بيونتيك ومودرينا ويفترض أن يعطي الموافقة على لقاح أسترازينيكا في 29 كانون الثاني/يناير. وعن قيود السفر المقترحة، قال مفوض العدل الأوروبي ديدييه رينديرز إن الدول الأعضاء تتحمل مسؤولية في القضايا الصحية وشؤون السفر ضمن أراضيها. لكنه أضاف ان النسخ المتحورة من الفيروس التي تبين أنها أشد عدوى ومصدرها العضو السابق في الاتحاد الأوروبي بريطانيا، وجنوب إفريقيا والبرازيل، تعني "ان هناك حاجة ملحة لخفض المخاطر المرتبطة بالعدوى خلال السفر لتخفيف العبء عن الأنظمة الصحية المرهقة أساسا". من جهتها قالت المفوضة ايلفا جوهانسون المكلفة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد لا يزال يمضي في اتجاه نموذج أوروبي لتحديد مكان المسافر، وهي وثيقة تتبع لتنقلات المسافرين وتعرضهم لمخاطر كوفيد-19، كان تم الوعد الشهر الماضي بأنها ستكون عملانية. لكنها أضافت أنه مع القيود الجديدة "من المهم أن نبقي السفر الضروري ممكنا" ضمن الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي بما يشمل لقاءات العائلات. * Click to share on Twitter (Opens in new window) * Click to share on Facebook (Opens in new window) * Click to share on LinkedIn (Opens in new window) * Click to share on WhatsApp (Opens in new window) * Click to print (Opens in new window) *