يواصل حزب العدالة والتنمية فقدان قياداته الشابة وخاصة النساء منها، يوماً بعد يوم، فبعد استقالة القيادية اعتماد الزاهيدي، جاء الدور على القيادية الشابة بجهة الشمال يسرى الميموني. وقالت الميموني، في نص الاستقالة من هياكل حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، والتي توصل موقع "القناة" على نسخة منها، (قالت): "بعد تأنّ كبير ونظرة فاحصة وقراءة متدبرة وبدون مقدمة غزلية أو طللية، يؤسفني أن أتقدم إليكم بهذه الاستقالة لمجموعة من الأسباب الذاتية والموضوعية". وأكدت يسرى أن "المؤسسة التي لا تقبل النقد حري بها أن ينخرها العباب من كل جانب"، مؤكدة "يصعب علي أن أبقى في مؤسسة ترفض النقاش وتتجاهل النقد السياسي وتتجه نحو الشخصنة". وأوضحت أنه "يصعب علي أن أبقى في مؤسسة ينعتني قياديّ أحترمه ب"بيّاعة الماتش"، فقط لأنني أعلنتُ موقفي وصدحت به ملء الفم والشفتين"، علاوة على "الذباب الإلكتروني الذي يتطوع لمهاجمتي في كل موقف من كل حدب وصوب". وأبرزت أن انتمائها لمحلية طنجةالمدينة كان "صدمة اكتشاف أو لنقل اكتشاف الصدمة عند الشبيبة خاصة؛ ضعف مهول في التواصل والخبرة، ونقص شديد في أفكار الشباب أو بالأحرى " الفكرة الشابة" ناهيك على أن المقر تزوره الأشباح أكثر من زيارة الأعضاء له". واسترسلت المتحدثة ذاتها أن "المقر غير مفعل للأنشطة ولا الندوات، فوجدتني أسبح بأفكاري وأتلاطم مع واقع آخر، بل الأدهى ليس هناك من هم أهل للنقاش؛ وعندما أبادر بالسؤال عن الأسباب (للأسف الدنيا خاوية، القضية ناعسة، كل واحد مع مشاغل الحياة، حتى العطلة)". وأشارت إلى أنه "بعد خرجاتي الأخيرة، ظهر معدن بعض الأفراد؛ أينهم من الإنسانية وقد تعلّموا من الذئب غدره ومن الأفعى خداعها، ولأن أخلاقي لا تسمح بتسريب المحادثات، إلا وبيَّنتُ قبح ومكر هؤلاء بدليل ملموس، كيف يعقل أن أمنح تزكية للخارج لحظة نضالي، وعند انتقادي "تبرأ مني براءة الذئب من دم يوسف، وهذا لعمري دليل واضح وضوح الشمس في كبد السماء أن هذه المؤسسة تقبل أي شيء إلا انتقادها؛ وإن كنت سأتحدث فإني سأطنب". الميموني أكدت خلال جردها لأسباب استقالتها أن "انشقاق وانقسام الحزب إلى تيارين أثّر على أداء الحكومة الحالية، فلم نعد نعرف هل هو حزب أفراد أم مؤسسات، حينها يصبح المناضل أسيرا لأسئلة المواطن ولإجاباته أيضا، إضافة أن المشروع الذي كان ينص على الوضوح والشفافية يعانقه الآن كوكطيل من الضبابية والغموض – ما بين النَّزاهة والنْزاهة". وتساءلت "كيف لحزب لم يصلح بيته الداخلي أن يقوم بالإصلاح الخارجي؟ كأن بعض أفراده في حلبة ملاكمة، تسعى إلى تصفية حسابات شخصية وسياسية". وشددت يسرى أنه "لا توجد طبعا ديمقراطية مع الآخرين بدون ديمقراطية داخلية، أي أن الحزب الذي لم يشتف من العلل لا يمكن أن يطبب مجتمعا يشتكي "تصف الدواء لذي السقام وأنت سقيم". وكشفت المتحدثة ذاتها، أن هناك "استغلال بعض المناضلين الشرفاء وتحويلهم إلى كراكيز وقطيع في سبيل التعبئة وتنمية الاقتصاد الجيبي ومصلحتهم الكرسية – لا كانوا جنودا ولا قادة-". وخلصت إلى أن "جناح العدالة والتنمية هي حركة التوحيد والإصلاح التي نشأتُ فيها وترعرعت، والواقع أنه لا يوجد إشكال في تحرير السياسة من الدين، ولكن الصائب أن نحرر الدين من القبضة السياسية، لأن بعض الأفراد للأسف يستغلون الدين كي يبرروا الفساد داخل التنظيم".