يستمر حزب التجمع الوطني للأحرار في برنامجه التواصلي 100 يوم 100 مدينة، حيث حط هذه المرة الرحال، افتراضيا بسبب وضعية كورونا، بمدينة الداخلة، التي احتضنت لقاء عبر تقنية التواصل عن بعد، أطرته عضوة المكتب السياسي ورئيسة جهة كلميم واد نون مباركة بوعيدة إلى جانب عضو المكتب السياسي عبد الرحمان اليزيدي، وحضور النائب البرلماني عبد الودود خربوش وممثلي الحزب محلياً وإقليميا. وأثنت مباركة بوعيدة على العمل الدؤوب لحزب التجمع الوطني للأحرار ولقيادته، في مواصلة هذا البرنامج التواصلي، في الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب، معتبرة أن دينامية الحزب التي بدأها منذ 4 سنوات، رسمت طريقها المباشر في الوصول إلى المواطن، كونه الهدف والغاية في الآن ذاته، وذلك نهجاً لسياسة الإنصات، وتعزيزا للمشاركة في التنمية المحلية عبر طرح الأفكار والمقترحات. وأكدت بوعيدة على أن هدف التجمع الوطني للأحرار يستند على سياسة القرب، وهو الدافع وراء تنظيم لقاء اليوم في مدينة كلميم، التي تتميز بمؤهلات كبيرة، ستجعلها لامحالة الواجهة الجنوبية للصحراء المغربية. وأشارت المتحدث ذاتها إلى أن التجمع الوطني للأحرار متجذر بمدينة كلميم، وذلك بحضوره في البرلمان، وبتسييره للجهة، وحضوره في المعارضة في مجلس المدينة. ولفتت بوعيدة الانتباه إلى الصراعات السياسية، التي شهدتها الجهة سابقا قائلةً " هي ليست وليدة اليوم، وليست فقط في صفوف حزب دون آخر، لكن الإقليم للأسف كان رهين صراعات متعددة، رغم ذلك نعيش اليوم نقطة ضوء تتمثل في بداية حلحلة المشاكل، وهو الظاهر في المشاريع التي نقوم اليوم بإنجازها والأخرى التي نسعى لتحقيقها، ضمنها الوقوف على استكمال الطريق السيارة، والمستشفى الجهوي، والمنطقة الصناعية، وسد فاصك وغيرها من المشاريع". من جهته أكد عبد الرحمان اليزيدي عضو المكتب السياسي للحزب، على ضرورة انخراط الجميع في التنمية المحلية عبر المشاركة الفاعلة أولا في تشخيص المشاكل، واقتراح الحلول، ثم الاختيار الصحيح لمدبري الشأن المحلي العام. واعتبر اليزيدي أن مدينة كلميم تتميز بخصوصية جعلتها فضلا عن بوابة الصحراء، مدينة غنية بتاريخها السياسي والثقافي ومعبراً اقتصاديا في الماضي، الأمر الذي يقتضي من الجميع ساكنة ومسيرين وأحزاب سياسية توحيد الجهود لتسترجع المدينة مكانتها. وهنأ اليزيدي ساكنة كلميم بحضوة تولي رئاسة الجهة من طرف سيدة دولة من طينة مباركة بوعيدة "سليلة أسرة تجمعية عريقة وإبنة الجهة ذات تاريخ كبير في المقاومة ضد المستعمر وباع طويل في المجال الاقتصادي"، حسب تعبيره، ودعا في هذا الإطار إلى دعم مشاركة المرأة في تدبير الشأن العام خلال القادم من الاستحقاقات. في الاتجاه ذاته، قال النائب البرلماني عبد الودود خربوش، إن التجمع الوطني للأحرار يعكس نبض الشارع، من خلال تفاعله المستمر مع احتياجات المرحلة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وأوضح خربوش أن الحزب، كان سباقاً لتقديم رؤيته حول النموذج التنموي الجديد لمغرب الغد، عبر وثيقة "مسار الثقة"، المنبثقة من اقتراحات أكثر من 13 ألف مواطنة ومواطن في 12 جهة إضافة إلى جهة مغاربة الخارج. وأضاف خربوش أن الاهتمام الذي يوليه الحزب لهذه المدينة والجهة التي تقع بها، واضح في ترافع البرلمانيين في مجلسي النواب والمستشارين ولدى الجهات المعنية، حول تخصيص مناصب مالية لمباريات التوظيف بالجهة، وأيضا من خلال المطالبة بضرورة فتح جامعة بتخصصات متعددة، عوض كلية وحيدة تضم اختصاص الاقتصاد لوحده، الأمر الذي لا يغطي حاجة الثلاث جهات الجنوبية. من جهته، قال عمر بوديه المنسق الإقليمي للحزب بكلميم إن التجمع الوطني للأحرار يؤسس لعقد جديد مع المواطنين، يتمثل أساساً في الرفع من منسوب الثقة، بين المواطن والمنتخب وبينه والحزب السياسي. واعتبر المنسق الإقليمي أن التجمع الوطني للأحرار لم يحظى بفرصة كاملة ليبرهن للمواطن بشكل ملموس مدى قدرته على تحقيق الفرق، مؤكدا على أن الحاجة ملحة اليوم لانخراط المواطنين في التنمية المحلية عبر الاختيار الصحيح لمن يمثلهم، ويسير شؤونهم. وأجمع المشاركون في ورشات اللقاء على أن مدينة كلميم تعاني من فوارق حادة تؤثر سلبا على التماسك الاجتماعي، معتبرين أن هذا الأمر يرجع بالأساس لضعف الحكامة في التدبير وغياب الانتقائية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وضعف تنسيق الجهود وتدخلات مختلف الفاعلين العموميين والجماعات الترابية. وركزت جل التدخلات على مشكل الانقطاعات المتكررة للماء بالمدينة، في عز الحر، مشيرين إلى أن المياه الجوفية تشكل المزود الرئيسي لسكان جهة كلميم واد نون بالماء الصالح للشرب، غير أن الاستغلال المفرط لها جراء التزايد المطرد للسكان وتوسيع المساحات المسقية وتوالي سنوات الجفاف جعلها في الوقت الراهن غير قادرة على تلبية الحاجيات المتزايدة من هذه المادة الحيوية.