من الجميل والإيجابي أن يتابع الرأي العام النقاش والسجال السياسي بين صناع القرار من سياسيين واقتصاديين ومفكرين،خصوصا في هذه الظروف العصيبة والاستثنائية من أجل تشخيص الواقع والمساهمة في اقتراح وابتكار حلول لتخفيف أثار الأزمة وتبعاتها، لكن الغريب أن يتم التفاعل مع هذه المبادرات وفي هذا الوقت بالذات بالانتقاد لمجرد الانتقاد أو الرغبة في الظهور بدون طرح أفكار أو مقترحات بديلة. في هذا الصدد، طلع علينا عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بمقال كامل نشره في موقع حزبه الالكتروني لانتقاد ماتقدم به رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش في مقاله الأخير حول مواجهة الأزمة بالإضافة لانتقاد تعقيب إدريس الأزمي، الوزير السابق على نفس الموضوع، معتبرا مساهمته تأتي في إطار تدخله في نقاش بين وزيرين ، وهي المهمة الجديدة الغريبة التي يبدو و أن « الحجر السياسي » الذي دخل فيه الرجل جعله لا يجد دورا أخر يقوم به في هذه الظروف غير ذلك. المؤسف في المقال الذي تم حشوه بالانتقاد و »تقطار الشمع » فقط ،أنه ظل حبيسا لنظرة ضيقة تفتقر لطرح أفكار بديلة تساهم في اغناء النقاش الحالي حول سبل النهوض بالاقتصاد الوطني بعد الأزمة، في الوقت الذي كان يفترض من زعيم أكبر « حزب معارض » أن يدلي بدلوه في هذا النقاش بطرح أفكار بديلة إن لم يقتنع بما طرح من أفكار وأن يبرز لنا تصوره ومقترحاته للتخفيف من تداعيات الأزمة المتوقعة التي يحتمل أن تترك أثرا مستقبليا كبيرا على الاقتصاد الوطني، الذي تتأثر قطاعاته الحيوية بشكل يومي … لكن للأسف وأنت تقرأ مقال وهبي تحس بحجم الافلاس السياسي الذي أصاب بعض القيادات الحزبية اليوم ويجعلها تتمادى في إطلاق العنان لخرجات شعبوية تعبر عن انتهازية سياسيوية بئيسة تغلب حب الظهور وتسجيل النقط حتى في أحلك الظروف ،في حين تفتقد الى برامج وأفكار تضع البدائل الناجعة للمساهمة إيجاد حلول للأزمة، وهو ماقد يجعلك تطرح السؤال حول ماهي مساهمة وهبي في انقاذ أزيد من 130ألف مقاولة متوقفة الأن عن العمل بسبب هذه الجائحة وهو مابات يهدد آلاف الأسر بالتشرد والضياع إن لم تتم حماية المقاولات من السقوط والافلاس، وهو ماجعل عزيز أخنوش يتفاعل معه باقتراح حلول ومبادرات في اتجاه مواكبة الاستثمار العمومي وذلك انطلاقا من رؤية وتصور واضحين لحزب التجمع الوطني للأحرار بخصوص الأدوار الاجتماعية التي ينبغي أن تلعبها الدولة في المجال الاقتصادي لتحقيق العدالة الاجتماعية، وماكان يفترض كذلك في وهبي أن يتفاعل معه بشكل إيجابي أوعلى الأقل أن يفتح المجال للعشرات من الأطر الاقتصادية التي يهمشها داخل حزبه ولا يعطيها مكانتاها حتى يبقى في الواجهة وحيدا متفردا… حري بوهبي وهو يمتطي جرار المعارضة وعيناه تتجهان نحو كرسي في الحكومة أن يعلم أن الأحزاب التي تطمح لذلك ينبغي أن تنشغل بتملك برامج وأفكار ورؤى وتصورات بديلة لمن تعارض، تقترحها في لحظات الأزمة كما في اللحظات العادية حتى يكون النقد موضوعيا ومقبولا ويساهم في تطوير النقاش وترشيد السياسيات العمومية… *عضو المكتب الوطني للشبيبة التجمعية