أطلق الفلسطينيون، أمس الثلاثاء، "حملة وطنية" لترشيح المسؤول في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمعتقل لدى إسرائيل منذ عام 2002 مروان البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام. وانطلقت الحملة، التي دعت إليها هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية، بشراكة مع المجلس التشريعي الفلسطيني ونادي الأسير الفلسطيني، في مدينة رام اللهبالضفة الغربية. وقال رئيس الهيئة، عيسى قراقع، خلال مؤتمر صحفي عقد في ساحة التشريعي في مدينة رام الله، إن ترشيح أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية للجائزة "يعري الاحتلال الإسرائيلي ويفضح كذبه واتهامه للأسرى بالمجرمين، ويمثل انتصارا للأسرى وللقضية الفلسطينية". وأشار قراقع إلى أن الهيئة على اتصال مع أشخاص حصلوا على الجائزة في دول متعددة من أجل كسب تأييدهم ودعمهم، مؤكدا أنه ستتم مخاطبة دول وبرلمانات من أجل دعم هذه الحملة. وأضاف "بغض النظر هل سيمنح البرغوثي الجائزة أم لا، لكن الأهم في هذه القضية هو مغزاها السياسي والقانوني ودلالاتها الرمزية التي تمثل انتصارا للشعب الفلسطيني وأسراه ضد الظلم والاستعباد والإجرام الإسرائيلي". بدورها، قالت ليلى غنام، محافظ مدينة رام الله والبيرة، في كلمة، إن الحملة "بمثابة قرع جدران الخزان للفت أنظار العالم لما يجري بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية". وأضافت غنام أن قضية الأسرى "مغيبة في بعض الأوقات، لكن هناك عملا من قبل الجهات المعنية على تدويل هذه القضية وتكثيفها في ذكرى اعتقال البرغوثي الذي يصادف 15 أبريل الجاري". من جهته، قال رئيس كتلة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) البرلمانية عزام الأحمد في كلمة، إنه "سيبدأ العمل والتحرك وفق القواعد والشروط التي تخضع لها جائزة نوبل للسلام والعمل مع الدول المحبة للسلام والعدل لكسب تأييدهم ودعم البرغوثي". ولفت الأحمد إلى أن فلسطين "استطاعت في الكثير من المواقف أن تحصل على تأييد دولي في معظم القضايا". وأضاف أنه "من المتوقع أن يتصدى الاحتلال الإسرائيلي للحملة لأن مجرد ترشيحه هو إدانة للسياسة التي تتبعها حكومتها، لكن لن يستطيع إيقافها بفضل دعم الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية والمؤمنة بعدالتها". وكان البرغوثي أدرج في قائمة المرشحين لجائزة نوبل للسلام وفقا لطلب قدمه الناشط الحقوقي الأرجنتيني أدولفو بيريز إسكيفيل الفائز بالجائزة عام 1980. وتمنح الجائزة سنويا في العاصمة النرويجية (أوسلو) في العاشر من دجنبر من قبل معهد نوبل النرويجي، حيث منحت لأول مرة سنة 1901. ويتم اختيار المرشحين للجائزة من قبل هيئة يعينها البرلمان النرويجي وذلك حسب وصية نوبل. واعتقلت إسرائيل البرغوثي في 14 أبريل عام 2002 من أحد المنازل بمدينة رام الله، واتهمته بقيادة تنظيم حركة فتح، التي شغل منصب أمين سرها في الضفة الغربية، وبالمسؤولية عن هجمات نفذتها "كتائب شهداء الأقصى"، وصدر بحقه خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة.