تمكنت أمينة لوفا، مرشحة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من الظفر بمنصب رئاسة جماعة حد السوالم بعد سنوات من هيمنة حزب الاستقلال عليها، ممثلاً في الرئيس المعتقل زين العابدين حواص، وبعده حكيم عفوت. ورغم الضغوط التي مارسها حزب الاستقلال على أعضائه بمجلس جماعة حد السوالم، وتزكية مرشحته زهرة جاب رزق، قرر أعضاء الحزب التصويت، في جلسة الخميس 19 شتنبر 2024، لصالح مرشحة الاتحاد الاشتراكي، لتكون أول امرأة تتولى رئاسة المجلس في تاريخ المشهد السياسي بحد السوالم. قلبت مرشحة الاتحاد الاشتراكي موازين القوى داخل التحالف الثلاثي محلياً وجهوياً وإقليمياً، حيث رفضت أغلبية منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال الخضوع لضغوط قيادة الحزب الجهوية، رغم التوجيهات الحزبية الصريحة وصدور مذكرة من مفتش حزب الميزان توصي بالتصويت، بل وصلت حد التهديد بالتجريد من العضوية. وحذر المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال في مذكرة عممها على أعضاء الحزب بمجلس حد السوالم الذين قرروا التصويت لصالح مرشحة الاتحاد الاشتراكي من "الزيغ عن قرار التصويت لمرشحة الحزب، مما سيعرض صاحبه أو صاحبته للمساءلة القانونية التي ستؤدي إلى تجريده من عضوية المجلس الجماعي لحد السوالم". وأثار التهديد بعزل أعضاء حزب الميزان من عضوية جماعة حد السوالم والحزب تساؤلات قانونية حول حدود صلاحيات الأحزاب السياسية في اتخاذ مثل هذه الإجراءات، في الوقت الذي تتوفر فيه الأحزاب على لوائح داخلية تنظم عملها. وقد أظهرت أحكام قضائية سابقة، اطلعت عليها جريدة "العمق"، رفض طلبات أحزاب سياسية لتجريد أعضائها لمجرد التصويت لمرشحين من أحزاب منافسة. إلى ذلك، حصلت مرشحة حزب الاستقلال زهرة جاب رزق على 8 أصوات من أصل 30، بينما صوت 19 عضواً لصالح مرشحة الاتحاد الاشتراكي، بينهم 10 أصوات من حزب الاستقلال. شهدت عملية التصويت تحولاً كبيراً، حيث تمكنت لوفا من الفوز بأغلبية ساحقة، لتفتح بذلك صفحة جديدة في تاريخ الولاية الحالية. ويأتي هذا الانتصار لصالح حزب "الوردة" بعد سنوات من هيمنة حزب الاستقلال على مجلس جماعة حد السوالم، والتي شابتها العديد من الخروقات والمشكلات المتوالية، أبرزها عزل الرئيس السابق حكيم عفوت بسبب تورطه في قضايا فساد مالي، وقبله إدانة زين العابدين حواص بالسجن لمدة 9 سنوات في قضية "اختلاس أموال عمومية". يضم المكتب الجديد لمجلس جماعة حد السوالم كلاً من بوشعيب بن الشيخ (الأصالة والمعاصرة) نائباً أول، وخالد الرامي (الاستقلال) نائباً ثانياً، وأحمد بن الطيبي (الأصالة والمعاصرة) نائباً ثالثاً، وعمار فتاح (الاستقلال) نائباً رابعاً، ويوسف السيومي (الاستقلال) نائباً خامساً، وإيمان الدراجي (الأصالة والمعاصرة) نائبة سادسة. يذكر أن حزب الاستقلال حصل في انتخابات 2021 بجماعة حد السوالم على 18 مقعداً، بينما ظفر حزب الأصالة والمعاصرة ب9 مقاعد، وحصل حزب التجمع الوطني للأحرار على مقعد واحد، مقابل حصول الاتحاد الاشتراكي على مقعدين.