رفض سكان دوار ارباط بجماعة تبانت بأزيلال استقبال فرق الإحصاء، احتجاجا على إهمال السلطات لمناطقهم التي تضررت بشدة من الفيضانات الأخيرة، مما تسبب في عزلة تامة عن العالم الخارجي، دون أي تدخل من المسؤولين. وأكد مصدر محلي ل"العمق المغربي" أن دوار الرباط بجماعة تبانت هو الأكثر تضررا من الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، مشيرا إلى أن المنازل والحقول غمرتها سيول الأمطار. وأضاف أن السكان غاضبون من تجاهل السلطات لمناشداتهم، مطالبين بتوفير آليات لإزالة الأنقاض، وقد عبروا عن استيائهم من خلال طرد فرق الإحصاء، قائلا: "نحن منسيين حتى حد ما ساعدنا من المسؤولين، وهذا الدوار نساوه حيدوه من البرنامج ديال الاحصاء". وأوضح المصدر أن دخول باحثي الإحصاء إلى الدوار، وهم يرتدون الزي الرسمي، أثار حفيظة الشباب الذين يعملون جاهدين ليل نهار وعلى مدار الساعة لإزالة الرمال والأوحال التي غمرت المنازل والحقول والسواقي. ووفقا لمصدر الجريدة، فقد هدد هؤلاء الشباب بوقف أعمال فتح المسالك الطرقية إذا ما تفاعل الأهالي مع فرق الإحصاء، معبرين عن استيائهم من تجاهل السلطات لمأساتهم. من جهة أخرى، أفادت مصادر "العمق" بأن الموقف استدعى تدخل رئيس جماعة تبانت وقائد المنطقة لإقناع الساكنة بضرورة إتمام عملية الإحصاء، قبل أن يتم تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتأجيل العملية في هذا الدوار إلى حين إزالة مخلفات الفيضانات وفك العزلة عنه، لضمان ظروف أفضل لتنفيذ الإحصاء. وكشف مصدر آخر من الساكنة أن عدة دواوير بجماعة تبانت أبدت استياءها من غياب تدخل السلطات لتقديم المساعدة الضرورية للمتضررين، مشددا على ضرورة توفير آليات ملائمة لطبيعة المنطقة الجبلية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل الفلاحية، وإزالة الأوحال، وفتح "الشعاب" لتصريف السيول، تحسبا لفيضانات محتملة في المستقبل. وكانت الفيضانات قد اجتاحت 15 دوارا بمنطقة آيت بوكماز أول أمس، مما خلف أضرارا جسيمة للساكنة وتسبب في خسائر كبيرة، خاصة في المحاصيل الزراعية، وقد تضررت حقول التفاح بشكل خاص، حيث غمرتها الأوحال الناتجة عن السيول الجارفة.