بدأت الحياة بمنطقة أوريكا الجبلية تعود لطبيعتها ببطء، بعد يوم استثنائي عاشت على ايقاعه عشية يوم الاثنين المنصرم، جراء الأمطار الرعدية التي أدت الى فيضان وادي أوريكا، ما تسبب في خسائر مادية تمثلت في جرف بعض كراسي المقاهي والمطاعم الموجودة علىجنبات الوادي، دون تسجيل خسائر بشرية. المطاعم والمقاهي الموجودة بالقرب من الوادي عملها بعد توقفها ليوم واحد، بعد إحصاء خسائرها، في الوقت الذي لاتزال التحذيرات من فيضانات الوادي سارية خصوصا خلال هذه الفترةمن السنة التي تعرف تقلبات جوية متباينة. وحسب بعض سكان المنطقة، فإن أغلب الزوار الذين يقصدون طبيعة أوريكا الخلابة، يغادرون المنطقة مباشرة بعد تناول وجبة الغداء تفاديا للمشاكل الناتجة عن التقلبات الجوية، التي تشهدها المنطقة خلال الفترات المسائية، مشيرا الى أن هذا المنتجع السياحي، يستهوي الأسر التي تفضل أن تقضي يوما كاملا بين ظلال أشجار أوريكا، وبين جداول الماء البارد. وأسفرت الأمطار الرعدية، التي ضربت مجموعة من المناطق بإقليمالحوز، مساء الاثنين المنصرم، عن وفاة راع غنم بجماعة أنكال بعدما جرفته مياه "شعبة" بدوار آيت مرزوك بجماعة أنكال. واستمرت عملية البحث عن الضحية، بعد انقطاع أخباره أزيد من ساعتين قبل أن تعثر فرق الإنقاذ التابعة للوقاية المدنية عليه وتنتشل جثته، وجرى نقلها إلى مستودع الأموات باب دكالة بمراكش. وحسب مصادر مطلعة، فإن الهالك كان يرعى قطيع الغنم والماعز بدوار أيت مرزوك بتراب الجماعة القروية أنكال، قبل أن تباغته سيول الشعبة الجارفة،التي ارتفع منسوبها بفعل العاصفة الرعدية التي ضربت المنطقة. وأضافت المصادر نفسها، أن مياه الوادي الذي تصب فيه الشعبة المذكورة، يخترق المجال الترابي لمجموعة من الجماعات القروية بإقليمالحوز، ولم يترك فرصة للضحية للهرب بفعل قوة جريانه الناتج عنالعاصفة الرعدية. وكان فيضان وادي أوريكا الجبلية الواقعة بسفوح جبال الأطلس المتوسط، تسبب في توقف حركة السير بين منطقتي ستي فاضمة وأوريكا وهروب زوار المنطقة الجبلية بعيدا عن الوادي، الذي غمرت مياهه كل المنافذ، جراء السيول المقبلة من الشعاب الجبلية، جراء تساقط الصخور وانجراف التربة. وأدت التساقطات المطرية الرعدية على المنطقة إلى فيضان وادي أوريكا، ما تسبب في خسائر مادية تمثلت في جرف بعض كراسي المقاهي والمطاعم الموجودة على جنبات الوادي، دون تسجيل خسائر بشرية بفضل الألطاف الالهية. وفي الوقت الذي استشعرت السلطات المحلية خطورة الأمطار الرعدية التي عاشت على إيقاعها المنطقة، عملت على إجلاء السياح والمواطنين من قرب الوادي، والعمل بالتنسيق مع المجالس المنتخبة من خلال الآليات برفع الوحل العالق على جنبات الطريق الرابطة بين جماعة ستي فاضمة وأوريكا. وتسببت سيول الأمطار العاصفية التي غمرت عدد من الدواوير بمختلف الجماعات القروية بإقليمالحوز، في خسائر مادية بأساسات المنازل الطينية، التي أصيبت بتصدعات وتشققات، كما تسببت في فيضان مجموعة من الأودية، وحولتها إلى مستنقع حقيقي، وإتلاف مجموعة من المحاصيل الزراعية، والمنتوجات الفلاحية التي أشرفت على النضج.وأدت الأمطار الرعدية إلى تضرر عدد من المسالك القروية وانقطاع حركة السير بها لساعات، بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار وتساقط الأحجار على الطريق والسيول الجارفة التي تسببت في عرقلة حركة السير. وكانت اللجنة الإقليمية لليقظة وتدبير الأزمة، التي يترأسها عامل إقليمالحوز، قررت في إطار تتبعها وتقييمها المستمر للأضرار والحاجيات من حيث التدخلات، التسريع من وتيرة التدخلات المستعجلة لفك العزلة عن المناطق الأكثر تضررا نتيجة الأمطار الرعدية التي شهدها إقليمالحوز، والقيام بمجموعة من الإجراءات عبئت لها إمكانيات إضافية من طرف كافة المتدخلين، بناء على تقارير السلطات المحلية وملتمسات السكان، من خلال تسخير الآليات الضرورية لإعادة فتح المسالك والطرق ودعم السكان لضمان استمرار ولوجها لكافة الخدمات الاجتماعية والاقتصادية.