ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة بحق المدنيين داخل خيامهم بمنطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، مخلفا مئات الضحايا بين شهيد ومُصاب، في منطقة يصنفها الاحتلال بأنها "آمنة". وأعلنت وزارة الصحة بغزة أنه تم توثيق استشهاد 71 فلسطينيا وإصابة 289 حتى الآن، مشيرة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار عمليات انتشال الضحايا من المنطقة. وأوردت قناة الجزيرة نقلا عن مراسليها في القطاع، أن الجيش الإسرائيلي نفذ غارات عنيفة ب5 صواريخ على خيام النازحين استمرت لأزيد من ساعة ونصف، كما أطلق النار بكثافة على كل من حاول إنقاذ المصابين. وأشار المصدر ذاته إلى أن عددا كبيرا من الشهداء قُطعت أجزاء من أجسادهم، فيما دُفن آخرون تحت الرمال، كما أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء كانوا داخل خيامهم. وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن من بين الشهداء والجرحى طواقم بالدفاع المدني، معلنا استشهاد محمد حمد نائب مدير إدارة الإطفاء والإنقاذ وإصابة 8 عناصر من الجهاز. وأضاف مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الطواقم الإغاثية تواصل حتى اللحظة انتشال جثث عشرات الشهداء، والمصابين من موقع القصف، موضحا أن هذه المجزرة ارتكبت بينما لا تتوفر مستشفيات قادرة على استقبال هذا العدد من الضحايا. في نفس السياق، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، إن آلاف المواطنين كانوا موجودين في هذه الخيام، مشيرا إلى أن الطواقم ما زالت تعمل في الميدان وسط ظروف صعبة. وكشف المتحدث أن الجثث تنتشر بين الشوارع وتحت الركام وبين الخيام، مشيرا إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الطواقم رغم وضوح ترميز سيارات الدفاع المدني. وكشف أن الاحتلال يرفض التنسيق مع الطواقم، مما يزيد من صعوبة العمل ويؤدي إلى وفاة المصابين الذين ينتظرون المساعدة، منتقدا الصليب الأحمر لعدم قيامه بدوره في التنسيق مع الاحتلال، مما يفاقم معاناة المواطنين. وكان جيش الاحتلال قد صنف هذه المنطقة التي استهدفها ب"الآمنة" آمرا النازحين بالتوجه إليها. حماس تكذب الاحتلال وفي أول تعليق له، زعم الجيش الإسرائيلي أن القصف استهدف محمد الضيف قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ورافع سلامة قائد لواء القسام في خان يونس. وبعدها زعم بلاغ مشترك لجيش الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي "شاباك"، أنهما قصفا منطقة كان يوجد فيها قياديان من حركة "حماس" دون ذكر اسميهما. غير أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نفى الادعاءات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال ذلك. وأضافت الحركة في بلاغ لها، أن الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة تهدف للتغطية على حجم المجزرة المروعة في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة. وأشارت إلى أن المجزرة بحق النازحين استهدفت منطقة المواصي التي صنفها الاحتلال منطقة آمنة ودعا المواطنين للانتقال إليها. وشددت "حماس" أن هذه المجزرة استمرار لما وصفتها بالإبادة النازية ضد الشعب الفلسطيني، واتهمت الإدارة الأميركية بأنها شريك مباشر في هذه الجريمة. واعتبرت الحركة أن مجزرة مواصي خان يونس تصعيد خطير في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، موضحة أن "استهداف منطقة تكتظ بأكثر من 80 ألف نازح تأكيد من الحكومة الصهيونية على استمرار حرب الإبادة ضد شعبنا". من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن ادعاءات الاحتلال باستهداف شخصيات قيادية في خان يونس تثبت النية المبيتة لديه لارتكاب هذه الجريمة. وأضافت الحركة في بلاغ لها، أن هذه الجريمة إمعان في استمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وتؤكد ضرب الاحتلال عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية. مجازر أخرى تزمنا مع ذلك، نفذ الاحتلال مجزرة أخرى على مصلين داخل مصلى بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيا وإصابة آخرين. وأوردت قناة الجزيرة نقلا عن مراسلها في غزة، أن عدد شهداء القصف الإسرائيلي الليلة الماضية، على منزل عائلة الراعي في دير البلح وسط القطاع، ارتفع إلى 5 منهم طفلان. وبحسب المصدر ذاته، فقد استشهد اثنين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال منزلا قرب الجامعة الإسلامية شرقي مدينة خان يونس، كما استشهد فلسطيني زوجته الحامل في قصف منزلهما شرقي خان يونس. وأصيب أكثر من 10 أشخاص في قصف لقوات الاحتلال استهدف منزلا بشارع العشرين في مخيم النصيرات وسط القطاع، مع وصول عدد من المصابين مستشفى العودة بالمخيم وتحويل آخرين إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح. وأفادت قناة "الأقصى" الفضائية بأن طائرات الاحتلال شنت غارات جوية عنيفة على شمال مخيم النصيرات، وقد أسفر عنها إصابات بعد أن استهدف أحد الصواريخ منزلا بمحيط مدرسة الرياض. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال الساعات ال24 الماضية راح ضحيتها 61 شهيدا و129 مصابا. وبذلك، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي إلى 38 ألفا و443 شهيدا و88 ألفا و481 مصابا، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة. المصادر: الجزيرة / الأناضول / رويترز