قررت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاسمكناس، سحب ترخيص واغلاق المؤسسة الأمريكية "آدم سميت" التي خلقت الجدل يفاس، في أعقاب منحها باكالوريا غير معترف بها لتلاميذ مغاربة.وأثارت المؤسسة الأمريكية استياء لدى آباء وأولياء الأمور والتلاميذ معا، الذين اتهموها بالتسبب في ضياع المسار التعليمي للمعنيين بالأمر جراء عدم معادلة شهادة الباكالوريا الخاصة بها بالنظام التعليمي المغربي. وأكدت مصادر موثوقة لجريدة "العمق"، أن المدرسة الأمريكية، كانت تشتغل بالتدريس وفق النظام المغربي بترخيص من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاسمكناس، لكنها وبالموازاة مع ذلك كانت تدرس بعض التلاميذ وعددهم ثلاثة وفق "النظام التعليمي الأمريكي" بدون الحصول على ترخيص في هذا الصدد. وأضافت المصادر ذاتها، أن التلاميذ الثلاثة كانوا يدرسون داخل المؤسسة ولكن بنموذج التعلم عن بعد، وأن آباءهم كانوا على علم منذ البداية بأن هذا النوع غير معترف به وطنيا، وهو مايثبته الالتزام الموقع من طرف الآباء الثلاثة. وفي وقت وجد فيه تلميذين من الثلاثة يدرسان بهذا النمط، غايتهما على اعتبار أن الشهادة التي حصلا عليها خولت لهما التسجيل تباعا في نظام التعليم العالي التركي والأمريكي، إلا أن التلميذ الثالث وجد نفسه في ورطة بعد أن غير رأيه بشأن متابعة الدراسة بالديار الأمريكية، لأن الشهادة التي توصل بها لا تعادل شهادة الباكالوريا المغربية. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الأكاديمية الجهوية، قررت مطلع الأسبوع الحالي سحب ترخيص هاته المؤسسة وإغلاقها بعد مخالفتها لدفتر الشروط التي تربطها بالأكاديمية بسبب اشتغالها في هذا النمط من التدريس دون سلوك المساطر المعمول بها في هذا الصدد. وكانت مدرسة "آدم سميث" للتعليم الخصوصي، التي حولت اسمها إلى "المدرسة الأمريكية" بفاس، قد اثارت سخطا واسعا لدى آباء وأولياء الأمور والتلاميذ معا، الذين اتهموها بالتسبب في ضياع المسار التعليمي للمعنيين بالأمر جراء عدم معادلة شهادة الباكالوريا الخاصة بها بالنظام التعليمي المغربي. وتعود تفاصيل الواقعة الى سنة 2021، حيث قدمت صاحبة المدرسة الأجنبية، وهي أمريكية الجنسية، وعودا وطمأنت آباء وأولياء التلاميذ حينها بأنه قامت بتسوية الوضعية القانونية والإدارية للمدرسة، إلا أن مرور ثلاثة سنوات وحصول الفوج الذي ولج المدرسة بعد افتتاحها في الموسم الدراسي 2021/2022، كشف أن مشكل عدم المعادلة لا يزال مستمرا وأن شهادة الباك التي تمنحها غير معترف بها على الصعيد الوطني. وطرحت الواقعة المكررة أسئلة لدى أولياء أمور التلاميذ، حول من سمح لهذه المدرسة الأجنبية بإعادة فتح أسوارها بعد قرار الإغلاق الذي وقف على عدم قانونية الرخصة الممنوحة لها، واشتغالها أمام أعين السلطات المختصة طيلة مدة ثلاثة سنوات. وحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة "العمق"، فقد تقدم أحد أولياء التلاميذ بشكاية لدى وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، ومعه رئيس الحكومة المغربية، يطالبهما بالتدخل في الموضوع، وّتصحيح الاختلالات الخطيرة"، وترتيب ما يجب ترتيبه من آثار قانونية، إنصافا لابنته، ومعها أمثالها من الضحايا، وتجنبا لسقوط حقوق ضحايا آخرين. وتكشف الشكاية التي توصلت بها جريدة "العمق"، أن القصة بدأت مع انطلاق التلميذة مروة في مسارها الثانوي بالمدرسة المذكورة، في الموسم الدراسي 2021/2022، مباشرة بعد السنة التي جاءت بعد قرار الإغلاق الذي طالها 2020/2021، بسبب عدم معادلة شهادات البكالوريا مع النظام التربوي المغربي. استمرت التلميذة في متابعة الدراسة الثانوية رفقة زملائها وزميلاتها، إثر تطمينات صاحبة المؤسسة، الأمريكية الجنسية، وطاقمها الإداري، والتي أخبرتهم بأنه تسوية الصعوبات القانونية تمت مع السلطات المغربية المختصة، لذلك سمح لهم بإعادة فتح المؤسسة في السنة الموالية. وأعلنت المدرسة في نفس السنة التي أعادت فيها فتح أبوابها، كنوع من التحفيز والتشجيع، عن منحة دراسية لفائدة المتفوقين، تروم تخفيض واجبات التمدرس، وهو ما تم، وكانت التلميذة مروة من ضمن الحاصلين على المنحة.