اقترب حلول فصل الصيف، وهو بالنسبة للمناطق الغابوية موسما للحرائق بفعل ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الجافة. ومدينة طنجة لكونها مدينة غابوية بامتياز، تتعرض لحوادث حرائق الغابات بكثرة في موسم الصيف، نظرا للإقبال الكبير عليها في هذه الفترة، سواء من السكان المحليين أو من زوار المدينة. وعليه وجب اتخاذ كل التدابير والإجراءات من أجل تفادي وقوع هذا النوع من الحوادث الذي يتضرر منه أهم مكون بيئي لمدينة طنجة وهو المجال الغابوي. وأتوجه برسالتي هذه بالدرجة الأولى إلى الساكنة وهيئات المجتمع المدني والمنابر الإعلامية المحلية، لأن الجهات العمومية المعنية بالأمر تقوم مشكورة بالاستعدادات المطلوبة بوقت طويل قبل حلول فصل الصيف. وللتذكير فقد عقد اجتماع بتاريخ 24 أبريل 2024، ترأسه والي ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة السيد يونس التازي، بحضور عمال عمالتي وأقاليم الجهة ومسؤولي القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية والمصالح الخارجية المعنية، تم فيه استعراض حصيلة حرائق الغابات خلال سنة 2023، واقتراح تدابير وإجراءات عملية للحد من مخاطر الحرائق خلال صيف 2024. ولقد شدد السيد الوالي في هذا الاجتماع على أن "حرائق الغابات تشكل تحديا سنويا خصوصا بالمناطق التي تتوفر على غطاء غابوي مهم، كجهة طنجة-تطوان-الحسيمة"، موضحا أن هذا الاجتماع مناسبة للتأكيد على ضرورية الجاهزية الدائمة والمتواصلة لكافة فرق التدخل المكلفة بإخماد الحرائق، خاصة مع تزايد المخاطر التي تواجهها الغابات بسبب التغيرات المناخية. وعليه، أدعو الهيئات المدنية (مجتمع مدني، إعلام، مؤسسات تعليمية...) إلى تنظيم حملات واسعة للتوعية والتحسيس: أولا، بأهمية الغابات عموما، وبأهميتها بالنسبة لمدينة طنجة خصوصا ثانيا، بضرورة تجنب أسباب حرائق الغابات وثالثا، بتحميل المسؤولية لجميع السكان والزوار في المحافظة على الغابات الحضرية وشبه الحضرية لطنجة، كتراث وطني وعالمي. * أحمد الطلحي، خبير في البيئة والتنمية، عضو مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية، عضو في شبكة العمل المناخي Climate Action Network