نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بشراكة مع وزارة الداخلية والمديرية العامة للوقاية المدنية، اليوم الأحد بموقع غابة بيرديكاريس بطنجة، يوما تحسيسيا للتوعية بمخاطر حرائق الغابات. وتهدف هذه المبادرة إلى زيادة الوعي بمخاطر حرائق الغابات بين مختلف مرتادي ومستعملي الغابات، بما في ذلك سكان الأحياء و القرى المجاورة والدواوير والفلاحين والمزارعين ملاك ومستغلي الأراضي المجاورة للغابات، ومزارعي الواحات، وجمعيات القنص ومستغلي الغابات، فضلا عن المخيمين، وممارسي الرياضة. كما تسعى هذه التظاهرة البيئية النوعية، إلى تعزيز مشاركة مختلف فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في الحماية من خطر حرائق الغابات وتجنبها ما أمكن وبالوسائل الممكنة والمتاحة، وكذا المساهمة في تجويد السلوكات المجتمعية في تعاملها مع الغابة. وأكد المنظمون أن أهمية هذه الحملة التي تقتضيها الظرفية المناخية الصعبة التي يمر منها العالم بما في ذلك المغرب، تروم نشر الوعي بمخاطر حرائق الغابات، بمشاركة فعاليات مدنية وموظفي الغابات وعناصر الوقاية المدنية وأعضاء الجمعية المغربية للبيئة المستدامة وطلبة المدرسة المغربية للعلوم الهندسية، التي قامت بتوعية وتحسيس زوار الفضاءات الغابوية المعنية بخطورة الحرائق وتوزيع ومطويات ومنشورات تحسيسية وتنظيم معرض توعوي. وشمل برنامج اليوم التحسيسي معرضا للتوعية بحرائق الغابات بموقع بيرديكاريس التاريخي ولقاءات مباشرة مع زوار الغابة وزيارة مؤطرة لغابة مديونة والغابة الدبلوماسية وغابات حضرية أخرى، وذلك تحت إشراف مؤطرين من الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية والجمعيات البيئية المشاركة. ولتوضيح مرامي هذا الحدث المؤسساتي البيئي المهم، أكد محمد جبران رئيس مصلحة الشراكة والتنشيط بالمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة طنجةتطوانالحسيمة أن هذا اللقاء الجهوي التوعوي يأتي بعد تنظبم لقاء وطني له صلة بموضوع الحملة التحسيسية وتماشيا مع مخطط المديرية الجهوية لمكافحة الحرائق والتوعية بمخاطر هذا الفعل وإشراك المواطنين والفعاليات المدنية بمختلف أطرافها ومكوناتها في حماية الغابات والفضاءات الطبيعية، وتحسيس روادها بخطورة الحرائق في الغابات التي تشكل رئة الحواضر والضامن للتوازن البيئي. وأبرز جبران، في تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذا اللقاء بمدينة طنجة يأتي لكون مدينة البوغاز تزخر بفضاءات غابوية نموذجية وتاريخية شبه حضرية وحضرية تستقطب الآلاف من الزوار بشكل دائم وشبه يومي، والإشعار والتحسيس بأبعاد حماية الغطاء الغابوي والحد من السلوكات الواجب اتباعها للحيلولة دون حدوث حرائق. من جهته، قال لطفي الشرايبي رئيس الجمعية المغربية للبيئة المستدامة، في تصريح مماثل، إن اليوم التحسيسي المنظم من قبل جهات مؤسساتية وجمعوية، بشكل مشترك، هو فعل حضاري مهم يعكس ضرورة تضافر جهود كل مكونات المجتمع للحد من حرائق الغابات، والتحسيس بخطورتها على المجتمع وعلى التوازن الإيكولوجي الذي يضمن العيش الكريم ويحافظ على صحة الناس، خاصة وأننا مقبلون على فترة الصيف التي تكثر فيها الحرائق، بسبب سلوكات بشرية سلبية في كثير من الأحيان. واعتبر أن للمواطن دور أساسي وهام في المحافظة على الغابات من الحرائق والإتلاف والإجتثاث، مشددا على أن الوعي المجتمعي حاسم ومهم في الحد من الحرائق والحفاظ على التوازن الطبيعي والبيولوجي، مع الحث على تبني المجتمع لممارسات صديقة للبيئة، مذكرا بأن حماية البيئة والغابات يتطلب تعبئة مجتمعية واسعة ينخرط فيها كل الناس على اختلاف جنسهم وأعمارهم. ونبهت الزهرة الفيلالي حليم، الأستاذة بالمدرسة المغربية للعلوم الهندسية، الى أهمية التحسيس الدوري والمنتظم بخطورة افتعال الحرائق عبر ممارسات مقصودة أو غير مقصودة، مبرزة أن انخراط الشباب والطلبة والتلاميذ يراهن على إشراك الأجبال الصاعدة في السلوكات الإيجابية التي تحمي الغابات الحضرية وشبه الحضرية وغيرها، والمراهنة على المستقبل للمحافظة على الموروث الطبيعي. وحسب جعفر، أحد زوار الفضاء الغابوي بيرديكاريس، فإن الحملة التوعوية لها وقع إيجابي على رواد الغابة وتساهم في إقناع الجميع بأهمية التوازن الطبيعي والقيام بممارسات حضرية قادرة على جعل الغابات فضاء آمن.