أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي،أنه يتعين تدبير الضغط المرتفع جدا على الغابات الحضرية المغربية بشكل عقلاني . وشدد الحافي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي للغابات، المخلد تحت عنوان "الغابات في خدمة المدن المستدامة"، على ضرورة تدبير الضغط المرتفع على هذه الغابات الحضرية، وبالخصوص خلال عطل نهاية الأسبوع حيث يتوافد عليها ما بين 5 إلى 7 آلاف سيارة، " بشكل عقلاني". وأبرز المسؤول غنى وهشاشة التنوع البيولوجي المغربي،مشيرا إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وضعت مخططا لتهيئة الغابات الحضرية يهم 200 ألف هكتار. وأوضح الحافي أن مخطط تهيئة الغابات الحضرية وشبه الحضرية، يروم تجهيز هذه الغابات عبر إحداث أنشطة رياضية عديدة وفق مسارات مدروسة بغية اقتراح بدائل على مرتاديها. وأضاف أن المخطط يتوخى أيضا تهيئة باحات للمتنزهين في مساحات مخصصة لهذا الغرض و في إطار منظم تتوفر فيه الشروط الصحية والخدمات الأساسية مشددا على ضرورة تجهيز الغابات الخضرية بمراحيض وفضاءات لتناول الطعام . وحسب الحافي فقد تم الانتهاء، في إطار هذا المخطط، من تهيئة غابة بوسكورة التي تقع على مساحة 3 آلاف و 900 هكتار، والتي سيجري وضعها رهن إشارة المرتادين في الأسابيع المقبلة، ومن تهيئة غابة بيرديكاريس بطنجة مذكرا بأنه تم تسليم غابة سيدي معافا بوجدة بعد تهيئتها ، أما غابة هيلتون بالرباط فهي في طور التهيئة، كما تمت تهيئة غابة الهرهورة في حين دخلت تهيئة غابة العرجات مراحلها الأخيرة . وأكد المندوب السامي أن مخطط التهيئة تمت بلورته في إطار تشاركي مع الجماعات الترابية والسلطات الإدارية والقطاعات الأخرى المعنية، من قبيل السكنى والفلاحة والبيئة بغية المحافظة على الغابات ضد"زحف الإسمنت"وتمكينها من لعب دورها الإيكولوجي والترفيهي مبرزا في هذا السياق الأدوار الإيكولوجية والسوسيو اقتصادية للغابات الحضرية، لاسيما دورها في التربية البيئية. وشدد على أهمية توعية وتحسيس المواطنين من مختلف الأعمار بأهمية الحفاظ على الغابات مسجلا بالخصوص الحاجة إلى إشراك الأطفال عبر دروس نظرية بالمدرسة وأيضا عبر تعاطيهم المباشر والعقلاني مع المجال الغابوي . واستهشد في هذا الإطار بحملة التشجير بغابة"هيلتون"، والتي قامت بها مجموعة من تلاميذ التعليم الثانوي بمدينة تمارة، بتأطير من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وأضاف أن حملات التوعية تمر عبر المخيمات التي تستقطب 150 ألف طفل، يقضون شهرين في الغابة، ويتم تأطيرهم من طرف منشطين ينتمون للمندوبية حيث يتم تحسيسهم بضرورة الحفاظ على البيئة وتزويدعهم بالدعائم التوعوية اللازمة. وفي السياق نفسه،أشار المسؤول إلى الاتفاقيات المبرمة مع وزارة التربية الوطنية والرامية إلى تشجير مجموع المؤسسات العمومية مشددا على ضرورة أن تتم مواكبة المجهود التحسيسي بحلول لاسيما في المجال القروي الذي تعيش ساكنته في ظروف مناخية قاسية . ومن هذه الحلول، اشار الحافي إلى الأفران المحسنة التي تقتصد من 50 إلى 60 في المئة من الخشب، وكذا الوقت المخصص لجمع الحطب ومن نفقات الأسر . كما أشار الحافي إلى اتفاقيات الشراكة التي جرى إبرامها مع جمعيات المجتمع المدني لحل بعض المشاكل المتعلقة بحق الانتفاع، منوها "بالنتائج الحسنة" لهذه المنهجية . يشار إلى أن اليوم العالمي للغابات، الذي يخلد كل 21 مارس من كل سنة، تم إرساؤه من طرف منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة متم سبعينيات القرن الماضي، بغية إذكاء الوعي بأهمية مختلف النظم البيئية الغابوية بالعالم.