انعقد الأربعاء الماضي بمقر ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة اجتماع عمل لبحث التدابير المرتقبة للحد والوقاية من مخاطر حرائق الغابات بالجهة. وجرى خلال الاجتماع، الذي ترأسه والي ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يونس التازي، بحضور عمال عمالتي وأقاليم الجهة ومسؤولي القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية والمصالح الخارجية المعنية، استعراض حصيلة حرائق الغابات خلال سنة 2023، مع اقتراح تدابير وإجراءات عملية للحد من مخاطر الحرائق خلال صيف 2024. في كلمة بالمناسبة، شدد يونس التازي على أن "حرائق الغابات تشكل تحديا سنويا خصوصا بالمناطق التي تتوفر على غطاء غابوي مهم، كجهة طنجة-تطوان-الحسيمة"، موضحا أن هذا الاجتماع مناسبة للتأكيد على ضرورية الجاهزية الدائمة والمتواصلة لكافة فرق التدخل المكلفة بإخماد الحرائق، خاصة مع تزايد المخاطر التي تواجهها الغابات بسبب التغيرات المناخية. وأكد الوالي على ضرورة جاهزية فرق التدخل على مدار السنة، مع زيادة التعبئة خلال فصل الصيف، عبر توفير المعدات والتجهيزات الضرورية، والقيام بتدابير استباقية للوقاية من الحرائق، وتعزيز منظومة رصد النيران، وضمان فورية التدخل بعد الإعلان عن الحرائق، ونشر وحدات التدخل الأولي في المناطق مرتفعة المخاطر، ووضع مخططات عمل استباقية لمواجهة الحرائق، إلى جانب القيام بمبادرات تحسيسية بأهمية الوقاية من اندلاع النيران. وسجل التازي على أن التدخلات يتعين أن تستجيب لأولويات تتمثل في سلامة فرق التدخل المكلفة بمكافحة الحرائق، ثم سلامة المواطنين وممتلكاتهم، ثم حماية الغابات التي تعتبر ثروة وطنية، داعيا إلى التنسيق المتواصل بين كافة المتدخلين للحفاظ على الجاهزية. من جهته، أكد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، سعيد بنجيرة، أن "المملكة المغربية تتوفر على استراتيجية محكمة ووسائل تدخل فعالة جويا وبريا، ما يجعل المغرب يسجل معدلات دنيا من تضرر الغابات بسبب الحرائق، مقارنة ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط لاسيما خلال الصيف، وذلك بفضل الاستراتيجيات الاستباقية ونجاعة التدخلات". على صعيد الجهة، ذكر بأن السنة الماضية سجلت تضرر حوالي 1400 هكتار من الغابات بسبب الحرائق، معتبرا أن "سنة 2023 تعتبر سنة منخفضة الأضرار بفضل تكاثف الجهود والتنسيق بين كل المتدخلين ونجاعة التدخلات الجوية والميدانية". إلى جانب تقديم حصيلة حرائق الغابات خلال السنة 2023 وتقييم جهود كافة المتدخلين، سجل أن الاجتماع يأتي استعدادا للفترة مرتفعة المخاطر خلال صيف 2024، وتقديم برنامج عمل وقائي وزيادة تنسيق جهود كافة المتدخلين لضمان النجاعة. يذكر أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تضم أزيد من 512 ألف هكتار من الغابات ذات تنوع بيولوجي كبير، أي ما يعادل 32 في المائة من المساحة الإجمالية للجهة، وتضم أكثر من 20 محمية وموقعا ذا أهمية إيكولوجية، من بينها مواقع مدرجة ضمن لائحة "رامسار".