احتجاز أعضاء وطاقم فريق نهضة بركان لكرة القدم في مطار الجزائر العاصمة لعدة ساعات، يوم 19 أبريل 2024، والاعتداء عليهم لفظيّا من طرف المسؤولين الأمنيبن الجزائريين، ومصادرة الجمارك الجزائرية لقمصانهم الرياضية التي تحمل خارطة المغرب، يعتبر فصلا جديدا في مسلسل العدوان الجزائري المتواصل ضد الفرق الرياضية المغربية. فقد سبق خلال سنتي 2023 و2022، لوحدهما، أن تعرضت فرق مغربية لكرة القدم لثلاثة اعتداءات في ثلاث تظاهرات رياضية مختلفة تتعلق بمنافسات عربية وإفريقية ومتوسطية لفئات الفتيان والشبان لأقل من 17و20 سنة، وقد وصل الأمر بالجزائر حد الاعتداء الجسدي بكل همجية وأمام الكاميرات العالمية على اللاعبين المغاربة فوق ارضية الملعب كما حدث في سبتمبر 2022 أثناء تنظيم بطولة كأس العرب للناشئين في مدينة وهرانالجزائرية. ومنذ يومين فقط قاطع فريق الجزائر لكرة اليد مقابلة مع المغرب بسبب ارتداء قمصان تحمل خارطة المغرب، وانسحب المنتخب الجزائري من الدورة الحالية للبطولة العربية للشباب، التي تقام ببلادنا ما بين 21 و30 أبريل. دون أن ننسى الحملات المسعورة للدولة الجزائرية بكل أجهزتها الدبلوماسية والإعلامية والرياضية لإفشال ترشيح المغرب لاحتضان البطولة الافريقية "كان 2025′′، وقد باءت كل تلم المساعي بالفشل والخيبة. طبعا لا داعي للتذكير بأن القمصان التي تلعب بها المنتخبات والفرق الرياضية المغربية هي قمصان حصلت على الاعتماد الرسمي والقانوني من الفدراليات الإفريقية والعربية والدولية، وهي الجهات ذات الاختصاص والمخولة حصريا بالمصادقة والترخيص، ولا داعي للتذكير بأن الجزائر لا تملك أي حق قانوني في الاعتراض على تلك القمصان، ولذلك ستتحمل التبعات القانونية بما في ذلك الغرامات والإقصاء وربما الحرمان من المشاركة في دورة مقبلة او أكثر لنفس المنافسات، فالأمر منظم بالقانون ولا مجال فيه للقفزات والشطحات العسكرية لجنرالات النفط والغاز. وفوق ذلك كله خارطة المغرب بأقاليمه الجنوبية لا تهم الجزائر، من وجهة نظر قانونية صرفة، لا من قريب ولا من بعيد، فلو تعلق الأمر بأراضي حدودية متنازع عليها بين المغرب والجزائر كتندوف وبشار او باقي مدن الصحراء الشرقية على سبيل المثال، لكان الأمر مفهوما أن تحتج الجزائر بشكل متحضر لدى الفدراليات الدولية المعنية، وليس أن تتصرف بغوغائية وتحتجز الفريق أو تحتجز ملابسه من تلقاء نفسها كما رأينا في واقعة نهضة بركان، وكأننا في "بلاد السيبة"! أمَا والأمر لا يهم، على الأقل نظريا، أراضي جزائرية فليس للنظام العسكري أي مبرر للقيام بما قام به، وهو بذلك يثبت ان قيادته واجهزته الدبلوماسية والقانونية لازالت تلعب السياسة في "قسم الهواة" ولا تملك الكفاءة والحنكة لمعرفة حدود صلاحيتها القانونية، وهي بهذا التصرف أهانت نفسها ووضعت الجزائر في موضع البهدلة والتهكم من طرف دول العالم كلها. إنّ هذه الأحداث المتوالية والمتكررة في مجال الرياضة وحده تؤكد من جديد حجم الكراهية والبغضاء والحقد الأسود الذي تكنه الجزائر للمغرب شعبا ودولة وحضارة، وتؤكد الاستغلال الدنيء للرياضة كممارسة نبيلة لتحقيق أهداف قذرة في حربها الشاملة ضد المغاربة وليس فقط ضد الدولة المغربية كما تزعم البروباكاندا الجزائرية. كما تؤكد هذه الأحداث الرياضية وغيرها أن الجزائر هي العدو الحقيقي للمغرب في قضية الصحراء، وأن الجبهة الانفصالية المسماة "بوليساريو" لا تعدو كونها "كومبارس" وأداة طيعة في يد جنرالات الجزائر في حربهم الشاملة لهدم وحدة أراضي المملكة المغربية الشريفة. أمّا الآن وقد تراكمت الأعمال العدوانية ضدّ المغرب وشباب المغرب وفتيان المغرب وفرق الرياضة المغربية، وأرض المغرب وحدوده، وتراث المغرب وتاريخه ورموزه، وشرف المغرب وعِرض أبنائه وبناته، وعلماء المغرب وأعلامه ونجومه، وبعد طرد الآلاف المؤلفة من المغاربة الأبرياء في مسيرة بومدين السوداء، وبعد عمليات الغدر في حرب الرمال، وبعدها في حرب الصحراء التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، فقد تلبدت السماء بين البلدين وتوشحت كلها بالسواد.. وبعد أن تجاهلنا نحن المغاربة، كرما مِنّا ومراعاةً لحق الأخوة والجوار، لعقود وسنوات طوال وصف حكام الجزائر للمغرب بالعدو، وفي ظل صمت الأحزاب الجزائرية على ما يحدث، وأمام سكوت الغالبية العظمى للمثقفين الجزائريين، فلا يلومَنّنَا أحد بعد اليوم حين نصف الجزائر بالدولة العدو والتعامل معها على هذا الأساس، فالأدلة الدامغة على العدوان الجزائري في كل المجالات بما فيها الرياضة والثقافة ومقررات المدارس وحتى المساجد، أصبحت أكبر من أن يعدّها عادّ أو يُحصيها حاصٍ أو تضمّها دَفّتا سجِلّات أو مجلدات. وليعذرنا كل الأصدقاء والإخوة هنا أو هناك.