يواصل كبار المسؤولين في الجزائر، الرد على تصريحات مديرة الوثائق الملكية المغربية، بهيجة السيمو، فيما يخص ملف الصحراء الشرقية المغربية، حيث جاء الدور هذه المرة على قائد الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، الذي أطلق تهديدات عسكرية اتجاه المغرب. فبعد ابراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، جاء الدور على قائد الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، الذي قال "ليعلم المتربّصون بسيادة الجزائر ووحدتها الترابية، أن الشعب الجزائري الملتحم مع جيشه وقواته الأمنية، سيتمكن من إحباط كل مخططاتهم".
وزعم شنقريحة في كلمته أن "الحركية الإيجابية التي تعرفها الجزائر، لم تعجب أعداء الشعوب …. وجعلتهم يستعملون أبواقهم الإعلامية للتهجّم على مؤسسات البلاد والتشكيك في مقوماتها التاريخية والجغرافية".
واعتبر قائد الجيش الجزائري، حسب تقارير محلية، "بل تعدّت هذه المهاترات حدّا لا يمكن السكوت عنه، عندما يتعلق الأمر بسيادتنا الوطنية ووحدتنا الترابية، التي ضحّى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار"، حسب وصفه.
كلام المسؤول الجزائري جاء إثر الخريطة التي نشرتها مجلة "ماروك إيبدو"، والتي تضم أجزاء واسعة من الجنوب الغربي الجزائري للمملكة، مع عنوان يشير إلى أن "هذا هو أصل المشكلة".
كما كشف المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان، في حوار له مع المجلة المغربية، أن " فرنسا بترت أجزاء عام من المغرب لتوسيع أراضي الجزائر الفرنسية وذلك منذ 1870، أي بعد 40 عاما من بدء الاستعمار الفرنسية في الإيالة الجزائرية التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية".
وأضاف لوغان، أن " القادة الجزائريين في أعماقهم يعلمون أنهم لا يمكنهم الدفاع تاريخيا عن موقفهم، ولا يرغبون في الإقرار بأن الاستعمار الفرنسي هو الذي اقتطع أجزاء من المغرب".
وأشار إلى أن " الجزائر كدولة لم تكن موجودة قبل عام 1962، لأنها انتقلت مباشرة من الاستعمار التركي إلى الفرنسي، لذلك فأغلب المناطق كتندوف والساورة هي مغربية بكل الدلائل".
وسبق لمديرة الوثائق الملكية في المغرب، بهيجة سيمو، تأكيدها بأن "الصحراء الشرقية أرض مغربية". وأشارت إلى أن هذه الوثائق "متوفرة، ويمكن الاطلاع عليها، ولا "تشمل المراسلات والمبايعات فقط، وإنما تضم أيضا عددا من الخرائط والاتفاقيات ورسومات للحدود"، منذ العصور الماضية وإلى اليوم. وقالت إن إدارة الوثائق المغربية، حصلت على الوثائق من دول أوروبية.