شهدت مدينة تطوان مسيرة شعبية حاشدة، مساء أمس الأحد، تنديدا باستمرار مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وللمطالبة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل. المسيرة التي دعت إليها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، انطلقت من ساحة مولاي المهدي وسط المدينة، مرورا بشارعي الوحدة و10 ماي، قبل أن تعود لنفس الساحة، بمشاركة واسعة للنساء والأطفال وفعاليات سياسية وحقوقية ومدنية. المتظاهرون الذين رفعوا أعلام فلسطين والمغرب وارتدوا الكوفيات، رددوا شعارات تستنكر جرائم الاحتلال بحق المدنيين في غزة، وتدين الدعم الأمريكي والغربي مع إسرائيل والخذلان والتواطؤ العربي. وبدا لافتا الحضور الكبير لملف التطبيع في المسيرة، حيث هتف المحتجون بإسقاط التطبيع والتراجع عن كافة الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وإسرائيل، وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط نهائيا. كما أحرق المتظاهرون علم الاحتلال، وسط ساحة مولاي المهدي المعروفة محليا باسم "الخاصة"، وقرؤوا سورة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء في غزة. وفي كلمة له باسم المسيرة، أدان عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إحداث "لجنة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية المغربية"، معتبرا أنها تشكل وصمة عار على البرلمان المغربي. وقال هناوي إن هذه اللجنة تمثل "خيانة وطنية وانتكاسة برلمانية عن مقترح قانون تجريم التطبيع الذي كان موضوعا قبل 10 سنوات وشهد توقيع 5 فرق برلمانية (أغلبية مطلقة)، قبل أن يتم طمسه لصالح موجة التطبيع" وفق تعبيره. واستنكر زيارة رئيسا جماعتي تطوان والصويرة إلى إسرائيل، في 7 شتنبر الماضي، دون أن يتم الإعلان عنها رسميا، وذلك على هامش توشيح المستشار الملكي، أندريه آزولاين، بوسام "الشرف الوطني" من قبل الرئيس الإسرائيلي. ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد تطوان، على غرار باقي مدن المملكة، مظاهرات بوتيرة يومية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب. يُشار إلى أن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، تنظم وقفات منتظمة كل أربعاء وجمعة أمام البرلمان، بالموازاة مع وقفات بمدن مختلفة وبوتيرة يومية تنظمها كل من المبادرة المغربية للدعم والنصرة، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.