تُعتبر مدينة تطوان واحدة من أهم المراكز الحضرية في المغرب، إلا أنها تواجه في السنوات من الأخيرة تحديات اقتصادية كبيرة تؤثر على مستوى المعيشة لسكانها. من البطالة المتفاقمة إلى تراجع القطاعات الاقتصادية التقليدية، تعاني هذه المدينة ذات الإرث الثقافي الغني من مشكلات اقتصادية عديدة تستحق الوقوف عندها وتحليلها. البطالة المتفاقمة: يُعد ارتفاع معدلات البطالة أحد أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها تطوان. فوفقًا لأحدث الإحصاءات، بلغ معدل البطالة في المدينة نحو 18%، وهو معدل مرتفع مقارنة بالمعدل الوطني. ويُعزى ذلك إلى تراجع النشاط في قطاعات رئيسية كالسياحة والصناعة التقليدية. تراجع قطاع السياحة: لطالما كانت السياحة أحد الركائز الاقتصادية الأساسية لمدينة تطوان، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا. فقد انخفض عدد السياح الوافدين إلى المدينة بنسبة 30% مقارنة بالأعوام السابقة، مما أثر سلبًا على العديد من المشاريع السياحية والفنادق والمطاعم. تحديات القطاع الصناعي: بالإضافة إلى تراجع السياحة، يواجه القطاع الصناعي في تطوان تحديات عديدة كتقادم البنى التحتية وندرة الاستثمارات. فقد شهدت المنطقة الصناعية للمدينة إغلاق العديد من المصانع في السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى تسريح المئات من العمال. إن معالجة التحديات الاقتصادية في تطوان تتطلب جهودًا متكاملة من الحكومة المركزية والجماعات المحلية. ويجب التركيز على إعادة تنشيط القطاعات الرئيسية كالسياحة والصناعة من خلال برامج دعم واستثمارات موجهة. كذلك تعزيز التدريب المهني وتشجيع المبادرات الصغيرة والمتوسطة قد يساهم في امتصاص البطالة والنهوض بالاقتصاد المحلي.