في أعقاب اغتيال مسؤولين إيرانيين كبار في دمشق، قرر قسم الأمن في وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالتنسيق مع جهاز "الشاباك"، إغلاق بعثتها الديبلوماسبة بالمغرب. جاء ذلك ضمن قرار بإغلاق 28 بعثة ديبلوماسية إسرائيلية في جميع أنحاء العالم مؤقتا، وإصدار تعليمات للمبعوثين بعدم الذهاب إلى البعثات والإبقاء عليها مغلقة. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن القرار اتخذ بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية من جانب إيران. ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد مدن المملكة مظاهرات ومسيرات حاشدة بوتيرة يومية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب. والاثنين الماضي، استهدف هجوم إسرائيلي مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق ب6 صواريخ، ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن 4 مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم أودى بحياة جنرالين، هما قائد الحرس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، بالإضافة إلى 5 ضباط آخرين مرافقين لهما. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مستوى التأهب في البعثات الإسرائيلية في الخارج كان مرتفعا بالفعل في أعقاب الحرب، إذ أخلت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي سبع بعثات في كل من مصر والأردن والبحرين والمغرب وأنقرة واسطنبول في تركيا، وكذلك في تركمانستان، ولكن في أعقاب الاغتيال المنسوب إلى إسرائيل في دمشق، تم إعلان جميع البعثات في جميع أنحاء العالم في حالة تأهب قصوى. وقال المصدر ذاته إن الدبلوماسيين الإسرائيليين في الخارج يشعرون بالقلق الشديد ويخشون أن يكونوا هدفا للانتقام من قبل النظام الإيراني. في بعض البلدان كانت الإرشادات صارمة للغاية لدرجة أنه تم منع الموظفين من مغادرة منازلهم. وقالت مصادر في وزارة الخارجية "أكثر من مرة، نضطر إلى إبعاد بعض الدبلوماسيين من بلد الخدمة بسبب التحذيرات والمخاطر"، وفق الصحيفة العبرية ذاتها. وفي بلدان أخرى، صدرت تعليمات للمبعوثين بعدم الذهاب إلى أماكن محددة. وصدرت تعليمات للدبلوماسيين بزيادة اليقظة، وتقليل حركة المرور. وقال دبلوماسي إسرائيلي يعمل في الخارج: "إنه أمر مخيف حقا. لا نعرف إلى أين تتجه. ليس هناك شك في أننا مكشوفون". وقال أحد الدبلوماسيين: "منذ 7 أكتوبر، كل خطوة وكل خطوة نتخذها تتطلب موافقة مسبقة. هناك مناطق حتى في وسط المدينة ممنوعون من دخولها خوفا من مواجهة المتظاهرين أو العناصر المعادية".