كشفت مصادر مطلعة لجريدة "العمق"، أن الاجتماع الأخير للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال، رافقه "صراع خفي" حول عضوية اللجنة التنفيذية للحزب، وكان أحد الأسباب التي أجلت المصادقة على أوراق المؤتمر إلى يوم الأحد المقبل، 14 أبريل. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن هناك 3 تيارات تسعى ليكون لها ثقل داخل اللجنة التنفيذية للحزب في المرحلة المقبلة، منها تيار حمدي ولد الرشيد، وتيار نزار بركة، وتيار عبد القادر الكيحل، مضيفا أن كل واحد من قيادات هذه التيارات يدافع عن الأسماء التي اقترحها في لائحته لعضوية اللجنة التنفيذية. وبحسب مصادر "العمق"، فإن عدم الحسم في لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، سيؤجل المصادقة على أوراق المؤتمر الثامن عشر حتى في الاجتماع المقرر يوم الأحد 14 أبريل، مسجلة أن هناك سيناريوهين للخروج من هذا المأزق، الأول انتخاب الأمين العام، والمرور لعملية انتخاب اللجنة التنفيذية. السيناريو الثاني، بحسب المصادر نفسها، هو انتخاب الأمين العام للحزب، ويتلو على المؤتمرين اللائحة المتوافقة عليها بين التيارات المذكورة لعضوية اللجنة التنفيذية، مشيرة إلى أن هناك نقاشا حول جدوائية استمرار بعض القيادات في عضوية اللجنة التنفيذية، كنور الدين مضيان ويوسف أبطوي، وعبد الله البقالي. وسجلت المصادر ذاتها، أن بعض المناضلين والمناضلات يضغطون من أجل إبعاد عدد من القيادات التي صدرت في حقها أحكام قضائية، أو متورطة في ملفات مشبوهة من العضوية في اللجنة التنفيذية، في حين تضغط منظمة المرأة النسائية هي الأخرى من أجل المناصفة أو على الأقل مضاعفة عدد النساء داخل اللجنة. وكانت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قد قررت في اجتماع لها نهاية فبراير الماضي دعم ترشيح نزار بركة للأمانة العامة للحزب خلال المؤتمر العام المقبل المزمع عقده قبل نهاية شهر أبريل كمرشح وحيد. وأكد بيان اللجنة التنفيذية للحزب، أن أعضاءها عبروا خلال مداخلاتهم "عن وعيهم الجماعي لدقة هذه المرحلة في حياة الحزب، وتشبتهم بوحدة الحزب ورص صفوفه، وبإعمال فضيلة التوافق و نكران الذات لما فيه مصلحة الوطن والحزب، والانتصار لصوت الحكمة ولقيم الحزب، وتجاوز جميع العراقيل و الخلافات، وصياغة تصور موحد لإنجاح محطة المؤتمر الثامن عشر". من جهته، أكد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، أن التوافقات التي وصل إليها حزب "الميزان" جاءت بعد نقاش داخلي حاد باللجنة التنفيذية، مشددا على أن الحزب يستهدف احتلال الصدارة السياسية الوطنية بالانتخابات المقبلة. وأوضح بركة، في كلمة له خلال دورة المجلس الوطني المنعقد في 2 مارس الماضي، أن حزب الاستقلال عاش على إيقاع صراعات داخلية أخذت منه، جهدا كبيرا ووقتا طويلا، مشيرا إلى أن هذه النقاشات أفضت للوصول إلى اتفاق بين مختلف قياداته. وجدد التأكيد على أن حزب "الميزان" عرف نقاشا وتدافعا في وجهات النظر والذي أخذ منا جهدا ووقتا كبيرا، قبل الوصول إلى اتفاق بفضل الذكاء الجماعي لأعضاء اللجنة التنفيذية.