خلال حلقات قصيرة تعرض على منصة "يوتيوب"، تسلط سلسلة "سي الكالة" الضوء على ظاهرة منتشرة في المجتمع، وهي ظاهرة "الواسطة" و"المحسوبية" التي تعيق التقدم وتقوض مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص. يجسد "سي الكالة" شخصا ذا شبكة واسعة من العلاقات في مختلف القطاعات، من التوظيف إلى التعليم العالي، مستغلا إياها لقضاء مصالح الناس مقابل جزاء مادي أو عيني، أو في إطار المصالح المتبادلة. تقدم السلسلة هذه الظاهرة في قالب كوميدي ساخر، مستخدمة لغة بسيطة تلامس الواقع وتعبر عن مشاعر الغضب والسخط التي تراود المواطن العادي. ولكن، خلف الضحكات والكوميديا، تكمن رسالة جادة تحذر من مخاطر هذا النوع من الفساد على الاقتصاد الوطني والشفافية والحوكمة الرشيدة. ففي ظل سيطرة "الواسطة" و"المحسوبية"، تصبح الكفاءة والتميز بلا قيمة، ويحرم المواطنون من حقوقهم الأساسية، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر والبطالة وتراجع مستوى الخدمات العمومية. كما أن هذا النوع من الفساد يؤثر سلبا على صورة المغرب في الخارج، ويضعف ثقة المستثمرين الأجانب، مما يعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك، فإن سلسلة "سي الكالة" تمثل صرخة مدوية ضد هذا الجانب المظلم من الواقع، وتطالب بضرورة محاربة الفساد وترسيخ مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، وتكريس الشفافية. في المقابل، هناك رسائل أخرى مرتبطة ب"كونسيبت سي الكالة" قد لا تبدو جلية، وهي أن الإقبال أو البحث عن "سي الكالة" في المواقف الصعبة ومن أجل بلوغ الغايات يقع على عاتق الجميع. فنحن من نصنع "سي الكالة" من خلال السعي لإدراك الأهداف عبر أقصر الطرق، ودون جهد أو عناء ! ومن وجهة نظر مغايرة، فإن الواقع ليس قاتما إلى تلك الدرجة التي قد تتمثل لمتابعي "سي الكالة"، بل إن بيننا مسؤولين أفاضل لا يمكن أن يستغلوا مناصبهم من أجل قضاء مآرب شخصية بأي حال من الأحوال، ولو كان ذلك من أجل أقرب المقربين.