لا حديث هذه الأيام في أوساط الإعلام الفرنسي سوى عن اعتقال "فيليكس بينغي" أحد أكبر تجار المخدرات في فرنسا، والذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية من "الأنتربول" وتمكنت السلطات المغربية من توقيفه بالدار البيضاء. وتمكنت عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، من توقيف "فليكس بينغي"، المشهور باسم "القط" وهو زعيم عصابة للمخدرات تدعى "يودا"، مساء يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء، بتنسيق مع ضباط الشرطة الفرنسية من المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة ومكتب مكافحة المخدرات الذين كانوا يتعقبون تحركاته. وربطت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، بين اعتقال "القط" من طرف السلطات المغربية، بنهاية الأزمة بين الرباط وباريس والتي تعد الأطول منذ الاستقلال، مشيرة إلى أنه إلى جانب زيارة "ستيفان سيجورنيه" إلى المغرب وغداء شقيقات الملك محمد السادس في الإليزيه، فإن توقيف "بينغي" يجسد بقوة استئناف التعاون بين البلدين. في سياق متصل، كتب وزير الداخلية الفرنسي "جيرالد درامانين" الذي من المتوقع أن يزور المغرب قريبا، على صفحته ب"فيسبوك"، "لقد تم توجيه ضربة كبيرة اليوم لتجارة المخدرات وذلك بفضل تعاوننا مع السلطات المغربية التي أشكرها". فيما قال المدعي العام في مارسيليا "نيكولا بيسون"، إن هذا الاعتقال هو نتيجة تعاون ملحوظ من قبل السلطات المغربية. وبدأ التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا في العودة إلى سابق عهد، بعد التباطئ الذي كان يسمه في الأشهر الماضية بسبب تجميد العلاقات بين البلدين، حيث زارة قبل بضعة أسابيع المدير العام للشرطة الفرنسية "فريديريك فو" ومدير الأمن الداخلي "نيكولا ليرنر" الرباط، وكان في استقبالهما عبد اللطيف الحموي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. من هو "فليكس بينغي" كتبت الصحف الفرنسية، أن "بينغي" أو المشهور ب"القط" الذي اعتقلته السلطات المغربية، يبلغ من العمر 34 سنة، هو ابن عامل من إقليم "جارد" بفرنسا وأم من جمهورية إفريقيا الوسطى، وهو زعيم عصابة لتجارة المخدرات "يودا". وصدرت بحقه مذكرة حمراء من "الانتربول" بطلب من السلطات الفرنسية، كجزء من مذكرة اعتقال أصدرها قاضي التحقيق في مارسيليا بتهم "استيراد مخدرات من قبل عصابة منظمة، ونقل واحتجاز وحيازة ونقل المخدرات وتكوين عصابة إجرامية وغسيل الأموال". وكان "القط" قد فر إلى المغرب بعد اندلاع مواجهات في فبراير 2023 بين عصابته وعصابة منافسة وهي مافيا DZ، والتي يزعم قادتها أنهم من أصول جزائرية، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، فإن العصابتان مسؤولتان عن العديد من حوادث إطلاق النار والتي تسببت في مقتل عشرات الأشخاص في 2023، بما في ذلك 4 ضحايا لم يكونوا مستهدفين و123 جريحا.