كشفت سجى الدليمي، إحدى زوجات أبي بكر البغدادي "أمير داعش"، عن أسباب فرارها من زوجها، في حوار أجرته قناة "إكسبريسين تيفي"، وقالت: "كان شخصا عاديا، ولازلت لا أفهم كيف أصبح زعيما لأخطر تنظيم إرهابي". سجى، 28 سنة، نشأت في بيئة محافظة في بغداد، وسبق أن تزوجت للمرة الأولى بفلاح إسماعيل الجاسم، الذي كان من حرس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قبل أن تلتقي بالرجل الذي سيعرف فيما بعد ب"أبي بكر البغدادي". بعد سقوط النظام، توفي زوجها الأول تاركا وراءه أرملة وتوأمين: عمر وأسامة. وبعد مدة، اقترح زوج خالتها على أبيها، رجلا يريد الزواج من أرملة، فوافق والدها رغم أنها لا تعرفه، وتوضح سجى قائلة: "تزوجت شخصا عاديا، كان أستاذ جامعيا، وكان اسمه حينئذ هشام محمد". أحست سجى بالوحدة والضعف بعد أن فقدت زوجها الأول، وبعد أن انتقل والديها للعيش في سوريا. "لم أكن أعرف أين أولي وجهي بعد أن توفي زوجي الأول"، تقول سجى. "لم ألاحظ أنه ينشط في أي تيار ولم أعرف أنه كان معتقلا. انتقلت إلى منزله، حيث نعيش معه وزوجته الأولى وأولادها، وكان صعبا أن نعيش معا في بيت صغير"، تقول سجى. وتضيف:" إنه شخص غامض وكتوم، لم يكن يتحدث كثيرا، نلتقي فقط في المساء، لأنه يقضي معظم يومه في الجامعة، وحين كان يختفي لأيام خارج البيت يقول إنه ذهب لزيارة أخيه ". سجى لم تكن سعيدة في زواجها معه، ليس لأن البغدادي لم يكن لطيفا مع أطفاله بل العكس، كان طيبا في تعامله مع أولاده ويعتني بهم أكثر من زوجاته، كما تؤكد قائلة: "كان يحب الأطفال، كان قدوتهم وكان شخصا مثاليا ، لكن تعامله معي كان ضحلا". "كنت حبلى في شهري الأول ولم أكن أعرف حينها، تركته نعم، ويمكنك أن تقول أنني هربت منه، لم أكن سعيدة معه، لم يكن عادلا في تعامله مع زوجته الأولى وكانت مستاءة جدا، لذلك فررت منه". لتعود سجى مرة أخرى لبيت عائلة زوجها في بغداد. وحين سألها الصحفي هل كانت تحبه، أجابت: "لم تكن بيننا علاقة حب، لم أحبه أبدا، كان رجلا غامضا ولا يمكنك التحدث معه كباقي الناس. عندما يعود في المساء ونود أن تناول العشاء جميعا، يعطي أوامرا فقط، ولا شيء أكثر". وتواصل زعيم "داعش" معها حتى بعد هروبها. وحين أنجبت ابنتها هاجر حاول إقناعها بالعودة، الأمر الذي رفضته سجى جملة وتفضيلا. وقالت: "أخر محادثة بيننا كانت سنة 2009، وطلب مني البغدادي أن أعود إلى المنزل، لكنني اتخذت قراري بعدم الرجوع.. وقال لي إنه سيأخذ هاجر إذا تزوجت من رجل أخر". واعتبرت سجى أن أحداث بروكسيل الأخيرة، التي تبنى مسؤوليتها تنظيم "داعش"، "جريمة قتل وحشية"، واصفة البغدادي ب"الإرهابي". وأشارت إلى أن السلطات اللبنانية خيرتها بين العودة إلى النصرة أو البقاء في لبنان، فاختارت البقاء. وقالت: كان حلمي أن أعيش في بيروت، موطن الحضارة والحرية، إنه حلم كل امرأة عربية". لكنها الآن تريد تغيير الوجهة إلى البلدان الأوربية للعيش هناك، وقالت إنها لا تريد البقاء في البلدان العربية. وحين سألها الصحفي هل سيرحب الغرب بالزوجة السابقة لقاتل مدنيين في فرنساوبروكسيل، أجابت بآية قرآنية:" ولا تزر وازرة وزر أخرى". وأضافت: "ما ذنبي؟ أنا تزوجته سنة 2008، وطلقني وأنا من تركته وهربت منه ليس هو من تركني. أنا امرأة عانت الكثير ولو أردت العيش مع أبي بكر البغدادي لعشت أميرة، لكنني لا أريد المال، أريد حريتي". يذكر ان أبي بكر البغدادي والملقب بأمير دولة العراق الإسلامية، قاتل القوات الأميركية واعتقل سنة 2005 وسجن بسجن بوكا في البصرة، أسس تنظيم الدولة الإسلامية ونصبه التنظيم "خليفة للمسلمين" في جميع بقاع العالم ودعاهم لبيعته وطاعته.