بالتأكيد، تطور التكنولوجيا يمكن أن يجعل من لعبة كرة القدم الافتراضية أكثر واقعية مستقبلاً، فمع استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والزاوية البصرية والذكاء الاصطناعي، يمكن أن يسمح للمشجعين بالاندماج في تجربة مشابهة للمباريات الحقيقية، مع رؤية الملعب واللاعبين بشكل واقعي ومشاركة الأحداث كما لو كنت في الملعب. فبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تصرفات اللاعبين الافتراضيين لتشبه أكثر سلوكا اللاعبين الحقيقيين، وبالتالي يجعل اللعبة الإفتراضية تبدو واقعية بشكل أكبر. فتحول لعبة كرة القدم بشكل كبير، إلى لعبة افتراضية قد يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية متنوعة، قد تنتج عنه تغييرات على مستوى أنماط الاستهلاك والإنفاق، حيث يمكن أن يزيد الاهتمام بالمنتجات الافتراضية المتعلقة باللعبة، كما قد تتغير أيضًا الطرق التي يتم فيها تسويق الفعاليات الرياضية، مع تركيز أكبر على البث الافتراضي والتجارب التفاعلية. ومن الممكن أيضا أن يفتح هذا الانتقال الباب، لفرص جديدة في مجال صناعة الترفيه الرقمي والألعاب. كما يمكن أن يؤثرهذا التحول نحو اللعب الافتراضي في كرة القدم على الاقتصادات الناشئة واقتصادات البلدان العربية بعدة طرق، حيث سيوفر هذا النوع من الترفيه الرقمي فرصا جديدة للاقتصادات الناشئة لتطوير صناعات التكنولوجيا والبرمجيات والترفيه، كما سيساهم في خلق فرص لتوفير الخدمات المتعلقة بالألعاب الافتراضية وتطوير البنية التحتية لدعم هذا القطاع الجديد. على الجانب الآخر، قد تحتاج البلدان العربية إلى استثمارات إضافية في التكنولوجيا والبنية التحتية للتأكد من أنها قادرة على الاستفادة من هذه الفرص الجديدة، كما قد يساعد التركيز على الابتكار وتطوير مهارات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات في تعزيز الاقتصادات المحلية وتنويع مصادر الدخل. و المهم أيضًا تحسين البنية التحتية للإنترنت وتوفير الوصول الشامل لضمان الجميع الاستفادة من هذه الفرص. إن تحوّل كرة القدم إلى لعبة افتراضية بشكل كبير قد ينجم عنه عدة تأثيرات سلبية على اقتصادات الدول الأفريقية الضعيفة، منها أولا : تفاقم الفجوة التكنولوجية : قد تجد الدول الأفريقية الضعيفة صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية اللازمة لإنشاء ودعم لعبة كرة القدم الافتراضية، مما يزيد من الفجوة التكنولوجية بينها وبين الدول الأكثر تطورًا. ثانيا : تفاقم القضايا الاجتماعية : قد يزيد التركيز على الترفيه الرقمي من الفجوة الاجتماعية، حيث قد لا تكون لديهم الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة للاستمتاع باللعبة الافتراضية بنفس الطريقة التي يمكن للدول الأكثر تطورًا الاستمتاع بها. ثالثا : تأثير على الاستثمارات الرياضية : قد يؤثر التحول نحو اللعبة الافتراضية على الاستثمارات في الرياضات الحقيقية مثل كرة القدم في الدول الأفريقية، مما قد يؤدي إلى تراجع في التمويل والدعم للأندية واللاعبين. رابعا : زيادة الهجرة المؤقتة للعمالة الشابة : قد يلجأ بعض الشباب إلى الهجرة المؤقتة للبحث عن فرص في الدول التي تستخدم اللعبة الافتراضية بشكل كبير، مما يؤدي إلى نقص في القوى العاملة في الدول الأفريقية وتأثيرات سلبية على الاقتصاد المحلي. إن تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة والحفاظ على الاستثمارات في القطاعات الحقيقية قد يكون تحديًا كبيرًا لهذه الدول، وهذا يتطلب استراتيجيات متعددة الأوجه وتعاون دولي لدعم التنمية المستدامة.