أثار حدث انتخاب الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة في جنيف رئيسا لمجلس حقوق الإنسان، تفاعلا وطنيا عربيا بشأن دلالاته وانتظارات المملكة المغربية المرتقبة منه. في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، عبد الفتاح البلعمشي، أن حصول المملكة على 10 أصوات من دول القارة السمراء مقابل 3 لجنوب إفريقيا، هو "جواب على اختيارات دول الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي في مساندة المغرب سواء في هذه المحطة أو خلال محطات واستحقاقات لاحقة، وهي جواب كاف عن عدم نجاح الكولسة التي باشرتها الدبلوماسيتين الجنوب إفريقية والجزائرية داخل المجلس ضد رئآسة المغرب". واعتبر البلعمشي أن رئاسة المغرب للمجلس من وجهة نظر دبلوماسية، تمثل فرصة لمباشرة قضايا وإشكالات معقدة تتعلق بحقوق الإنسان على المستوى الدولي والمساهمة في التراكمات التي حققها المجتمع الدولي في هذا المجال، ومنح الخبرة والكفاءة المغربيتين هامشا جديدا في الممارسة الدولية. وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة "العمق": "هو إنجاز لأن المملكة أبانت عن منافسة قوية مع جنوب أفريقيا وكسبت هذا الرهان المهم الذي يؤشر على المكانة التي تحظى بها المملكة عند الأصدقاء والأشقاء بأفريقيا، وهو مؤشر أيضا على نجاح الدبلوماسية المغربية والتوجه الذي اختاره المغرب في البعد الإفريقي". واستطرد قائلا: "اليوم تبصم الدبلوماسية المغربية على إنجاز تاريخي برئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأممالمتحدة(بجنيف) هذا الصرح الحقوقي الدولي المكلف بإقرار حقوق الإنسان والذي يتمتع بمجموعة من المهام في مجال المساءلة والترافع والعمل على تطوير وتنمية حقوق الإنسان في العالم". أهمية المكسب تزداد من وجهة نظر المتحدث، "بالنظر إلى طبيعة وهيكلة المجلس الذي يضم 5 مجموعات تمثل فيها القارة الإفريقية ب 13 عضوا ما يؤشر على صوابية التوجه المغربي في كسب تأييد الدول الإفريقية التي رأت فيه الممثل الأنسب لهذه المهمة، خصوصا أمام ما عبرت عنه إفريقيا الجنوبية من معاكسة للطرح الوطني حول قضية الصحراء والاختلاف في وجهات النظر بخصوص العديد من القضايا". وعلى هذا الأساس فالمملكة، وفق أستاذ العلاقات الدولية، "تحقق مزيدا من التطلعات ذات البعد الدولي تقر بالمنجز منها، وتؤكد على استمرارية هذا الحضور المميز الذي يعطي مؤشرات متجددة على أننا أمام معادلات وتوازنات إقليمية جديدة يحقق فيها المغرب أرقاما مهمة لصالح ريادته". وخلص إلى أن "مثل هذا التتويج يمنح للمغرب مزيدا من الإشعاع خصوصا أمام ردود الفعل الرسمية التي تشيد بهذا المكسب الدبلوماسي من قبل قوى دولية ومنظمات حكومية دولية، والمتابعة المهمة في وسائل الإعلام العالمية منذ صدور النتائج".