قال إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن دخول المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سيسمح للمملكة بالترافع عن قضية الوحدة الترابية، وأن تبدأ المعركة الحقيقية التي تتمثل في الدفاع، وطرد جبهة البوليساريو من منظمة الاتحاد الإفريقي. وشرح لكريني، في مداخلته ببرنامج "مباشرة معكم" أمس الأربعاء، الطريقة التي يمكن للمغرب أن يطرد بها البوليساريو، قائلا إن هناك بند 32 من قانون الاتحاد الإفريقي، الذي يتحدث عن إمكانية تعديل قانون الاتحاد.
وأشار إلى أن المغرب بإمكانه بعد ذلك، أن يعدل من قانون الاتحاد ليمكنه من إيجاد صيغة لطرد الجبهة، التي لا تتوفر فيها شروط الدولة، المتعارف عليها في القانون الدولي، وأضاف أنه آنذاك سيكون المغرب قد حققا نصرا قانونيا، وفضح هذا الكيان أمام الدول الإفريقي.
وأكد لكريني أن المغرب قام بجميع الإجراءات من أجل الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، لكنه شدد على أن الأمر لن يكون سهلا، نظرا للعراقيل التي يتلقها أعداء المغرب داخل الإتحاد.كما أشار إلى أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بداية للمعارك التي سوف يخوضها من داخل هذه المؤسسة الإفريقي، وليس نهاية، مشيرا إلى أن هناك بعض الأطراف التي يزعجها هذا الانضمام، نظرا لأن المغرب سوف يصبح بإمكانه أن يرافع بنفسه عن القضايا التي تهمه عوض أن يكلف أصدقاءه بذلك.
من جانبه، أشار محمد الألفي، محلل سياسي مصري وأستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة السوربون بباريس، إلى أنه إذا تمكن المغرب من تعديل القانون سيكون في صالح كافة الدول الإفريقي، وأنه سيمكن من إغلاق الباب أمام أي حركة انفصالية.
وأكد المحلل السياسي المصري في مداخلته إلى الدور الذي أصبح المغرب يلعبه داخل القارة الإفريقية، و يرى أن المغرب سيكون هو اللاعب الرئيسي مستقبلا في القارة الإفريقية بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس الذي يقود دبلوماسية خارجية قوية ومهذبة، كما أن الاستراتيجية الاقتصادية التي تنهجها المملكة المغربية مع شركائها الأفارقة ستقوي موقعه كفاعل اقتصادي مهم في القارة.
بدوره قال عبد الفتاح البلعمشي، رئيس للمركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن المغرب حينما صادق على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي أرسل رسالة للدول الإفريقية مفاذها أن المغرب لا يدخل المنظمة بعقلية تغيير شيء ما حول ما هو موجود.
وأضاف البلعمشي، خلال مداخلته في برنامج "مباشرة معكم" أن الهدف بالنسبة للمغرب الآن هو العودة إلى الاتحاد الإفريقي، لأنه حين غادر المغرب منظمة الوحدة الإفريقي، لاحظنا أنه لو كان المغرب حاضرا بالمنظمة في تلك الفترة ما كانت هذه المغالطة أن تمر، مشيرا إلى أننا اليوم أمام حركة انفصالية وليس دولة.
وأشار إلى أن المغرب حين ينضم إلى الاتحاد، فهو يناصر التيار الديمقراطي داخل إفريقيا، كما يناصر الدول التي تسعى إلى التنمية، وهو يدخل في صف مجموعة من الدول التي أصبحت هي أيضا تعيش أزمة داخل التنظيم.
وأضاف عبد الفتاح البلعمشي، أن هناك مؤشرات تدل على أن الأمور من الناحية المسطرية كلها مهيأة لكي يشغل المغرب موقعه في الاتحاد الإفريقي، مضيفا أن المغرب قام بكل ما يلزم دبلوماسيا وسياسيا من أجل الانضمام، وأي منظمة تحترم نفسها ستقبل بقبول عضوية دولة قامت بمثل هذه الإجراءات الضرورية.
واعتبر عبد الحميد اجماهري، مدير تحرير يومية "الاتحاد الاشتراكي" أن المغرب أصبح مطلوب في إفريقيا، وليس هو من يعرض نفسه، مشيرا إلى أن المغرب لم يأت إلى مرحلة الانضمام وهو قادم بعزلة، لأن جلالة الملك قام بعديد من الجولات في القارة الإفريقي.
وأضاف خلال مداخلته أن المغرب وسع من دائرة نفوذه ولم تبق في حدود الحلفاء التقليديين، بل دخل إلى الدول التي كانت تعتبر الحدائق الخلفية لجنوب إفريقيا، ودخل إلى الدول الانكلوسكسونية.